هل تحل الطائرات بدون طيار محل البشر فى المعارك الجوية بالمستقبل؟
بات إجراء أول مواجهة جوية فى العالم بين طيار مقاتل بشرى وطائرة ذاتية التحكم قريبا جدا حيث من المقرر حدوث ذلك فى يوليو 2021، وفقًا لما صرح به المدير السابق لمركز الذكاء الاصطناعى المشترك التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (JAIC)
وفى مقابلة نظمها معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوى فى إطار سلسلة مقابلات بعنوان “أمة فضائية”، تحدث الفريق جون شاناهان بشغف عن عمله فى بناء مركز JAIC من الألف إلى الياء، والتحديات التى تواجه القوات المسلحة الأمريكية فى فجر عصر الذكاء الاصطناعى، والتحديات الكامنة فى إدخال تقنيات الجيل التالى فى ضوء البيروقراطية المحافظة الشهيرة للجيش الأمريكى، وأخلاقيات فى صميم أى برنامج ذكاء اصطناعى مسلح، حسب العربية.
كما تطرق خلال المحادثة التى جرت عبر الإنترنت، لتفاصيل حوار فى رسائل بريد إلكترونى تبادلها ودكتور ستيفن روجرز، كبير العلماء فى مجال التعرف التلقائى على الهدف والانصهار الاستشعار فى مختبر أبحاث القوات الجوية AFRL، رايت- باترسون إيه إف بى، بأوهايو.
وقال شاناهان: “تبادلت أنا والدكتور روجرز رسائل البريد الإلكترونى مؤخرا، بشأن العمل الذى يقوم به فى محاولة لإدخال نظام مستقل فى يوليو من العام المقبل لتنظيم مواجهة بين مقاتلات يقودها طيارون بشر ضد درون. إنها فكرة جريئة للغاية.”
فيما لم يؤكد أى نوع من المقاتلات سيشارك فى هذا التحدى، وما إذا كان سيتم تجهيز مقاتلة قديمة بنظام تحليق آلى تكتيكى أم سيجرى استخدام لمقاتلات هجومية ذاتية التحكم مثل درون كراتوس طراز XQ-58A فالكيرى، والذى يقوم بالفعل بالتحليق رفقة مقاتلات مأهولة طراز F-22 أو F-35.
وبمقارنة المبادرة بمباريات تحدى الشطرنج الشهيرة بين بطل العالم جارى كاسباروف والكمبيوتر العملاق لشركة ديب بلو من آى بى إم، قال شاناهان إنه لا يتوقع أن يحقق الدرون فوزه الأول.
هذا وأضاف أنه من المحتمل أن تواجه الدكتور روجرز صعوبة فى الوصول إلى تلك المواجهة بين الإنسان والآلة العام المقبل.
ولكن يعد الأمر تحديًا كبيرًا لوكالة أبحاث مشروعات الدفاع المتقدمة DARPA، التابعة للبنتاجون، والتى ستحقق رقمًا قياسيًا إذا نجحت فى تنفيذ المواجهة الجوية بين مقاتلات مأهولة ودرون فى عام 2021، لأنه لا ينطوى على مجرد التعرف على ما يلزم لبناء نوع مختلف من الأنظمة، وإنما هو ابتكار لنظام من نوع جديد مغاير لما اعتدنا على بنائه فى الماضي“.
هذا وقال شاناهان إن مستقبل الحرب هو خوارزمية ضد خوارزمية، على الرغم من أنه كان المعتاد للبشر، إلى حد ما، هو أن الاستراتيجيات والنظم البشرية هى أفضل الخوارزميات المتاحة، ولكن بالنظر إلى مدى سرعة إتقان الذكاء الاصطناعى للأنظمة المعقدة، بشكل لا يصدق مثل الشطرنج وغيرها من الأنشطة، فيبدو أنه من المحتم أنه سرعان ما سيصبح الاعتماد على العناصر البشرية تقنيات قديمة.