الأدب

تاريخ الوباء.. أمريكا تخوض الانتخابات وسط انتشار الانفلونزا الأسبانية 1918

يفكر كثيرون فى مصير الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقرر لها شهر “نوفمبر” المقبل، كيف ستتم فى زمن كورونا لو استمرت الجائحة فى انتشارها، خاصة أن أمريكا من أكثر الدول التى تأُرت بالفيروس، وهل كانت هنام سابقة فى الانتخابات فى مثل هذه الظروف؟

في خريف عام 1918، كانت الولايات المتحدة تقترب من انتخابات التجديد النصفى، وكان الرئيس وودرو ويلسون وزملاؤه الديمقراطيون يحاولون الاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس فى ظل واحدة من أكثر الأوبئة فتكًا فى التاريخ.

Untitled

بدأت الموجة الأولى مما يسمى بالإنفلونزا الإسبانية في ذلك الربيع، عندما تم الإبلاغ عن الحالات الرسمية الأولى في كامب فونستون، معسكر تدريب الجيش في فورت رايلي كانساس، والموجة الثانية التي ظهرت في سبتمبر 1918 في معسكر تدريب للجيش ومنشأة بحرية بالقرب من بوسطن.

هذه المرة انتشرت الإنفلونزا بسرعة إلى السكان المدنيين فى بوسطن ومدن أخرى على الساحل الشرقى، وفى شهر أكتوبر وحده  مات ما يقرب من 195 ألف أمريكى.

مع تسابق العلماء لإيجاد لقاح، لجأ مسئولو الصحة العامة إلى طرق تم اختبارها عبر الزمن للحجر الصحى، وحظر المسئولون الحكوميون والمحليون فى جميع أنحاء البلاد التجمعات العامة، وأغلقوا المدارس، والكنائس، والمسارح، والحانات وأماكن والتجمعات.

بسبب هذا الحظر الواسع الانتشار، لم يتمكن العديد من المرشحين فى منتصف المدة لعام 1918 من بالدعاية بالطريقة المعتادة، ومُنعوا فى كثير من الحالات من إقامة مسيرات أو أحداث تحدث واضطروا إلى الاعتماد على أشكال اتصال أقل مباشرة  بما فى ذلك البحث عن تغطية صحفية أو إرسال منشورات الحملة عبر البريد.

حتى أن بعض المرشحين اتهموا مسئولى الصحة العامة بمحاولة التأثير فى الانتخابات عن طريق الحد من الإقبال، بعد أن ألغت السلطات المحلية خطابًا مقرّرًا من قبل الديمقراطى ألفريد إى سميث فى هافيرسترو نيويورك بسبب مخاوف بشأن الإنفلونزا غضب زعيم ديمقراطى آخر إلى صحيفة نيويورك تايمز حول “الحجر الصحى الجمهورى ضد خطابات الحملة الديمقراطية”.

التصويت فى الوباء

ونظرًا لأن السلطات المحلية والولائية تسيطر إلى حد كبير على التدابير المتخذة للسيطرة على انتشار الفيروس، فقد بدأ التصويت فى منتصف المدة لعام 1918 مختلفًا جدًا اعتمادًا على أى جزء من البلد الذى كنت فيه.

وبحلول شهر نوفمبر عندما كانت الإنفلونزا تتلاشى بشكل عام في الجزء الشرقي من البلاد، كان يتصاعد في الغرب بساكرامنتو فى كاليفورنيا، وتعذر فتح بعض المواقع، لأنه لم يكن هناك ما يكفي من المواطنين الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة”.

 وأصدر مسئولو الصحة أمرًا فى أواخر أكتوبر ينص على أن يرتدى الناس أقنعة الوجه فى الأماكن العامة أو فى التجمعات التى تبدأ من شخصين أو أكثر، وطُلب من جميع العاملين فى الاستطلاع والناخبين ارتداء الأقنعة فى يوم الانتخابات، مما دفع صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل إلى تسميتها “أول اقتراع مقنع عرف فى تاريخ أمريكا”.

على النقيض من ذلك، عادت الأمور إلى طبيعتها على الساحل الشرقى، ومسئولو الصحة العامة في واشنطن العاصمة، اتخذوا قرارًا بإعادة فتح الكنائس في 31 أكتوبر، والمدارس والمسارح في 4 نوفمبر، قبل يوم من انتخابات التجديد النصفى، وبالمثل، بدأ مفوض الصحة الدكتور رويال إس كوبلاند في مدينة نيويورك بتراجع القيود في أوائل نوفمبر، حيث استأنفت الشركات ساعات العمل العادية بحلول يوم الانتخابات.

وفى نحو 40%  فقط من الولايات المتحدة المؤهلة أدلى الناخبون بأصواتهم في 5 نوفمبر 1918، مقارنة بنسبة 50% في منتصف المدة السابقة، وسيطر الجمهوريون على كل من مجلسي النواب والشيوخ للمرة الأولى منذ عام 1908، مما مثل هزيمة كبرى لويلسون وأجندة سياسته الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *