د. محمد نجدي: التكامل سمة بارزة للعلوم التي نشأت في أحضان الثقافة العربية الإسلامية
قال د. محمد نجدي، استاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية، إن العلوم الشرعية بينها نوع من التداخل والتكامل، بل إن ذلك التداخل كان السمة البارزة والغالبة والمهيمنة على جميع العلوم التي نشأت وتطورت ونمت في أحضان الثقافة العربية الإسلامية.
وأضاف خلال المحاضرة التي ألقاها في إطار الدورة التي تنظمها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لعلماء الهند والصومال، عبر تقنية الفيديو كونفرانس،أن هذه التداخلية القائمة بين العلوم الإسلامية، كشف عنها كثير من العلماء، وأثبتها المشتغلون بالتراث العربي الإسلامي، في سياق تدارسهم وحديثهم في موضوع تصنيف العلوم، وترتيبهم للعلوم التراثية من حيث الحاجة، وبيانهم لمكانة العلم في الإسلام، وذلك عن طريق الفصل بين علوم الوسائل، وهي العلوم المقصودة لغيرها، وليس لذاتها، والتي تسمى (علوم الآلة)، وبين علوم المقاصد، وهي العلوم المقصودة لذاتها، وليس لغيرها.
وأوضح نجدي، أن هذا التداخل بين العلوم جعل الباحثين يتوجهون نحو البحث عن الأسباب والدواعي التي كانت من وراء هذا التداخل، الحاضر بقوة، والواقع بشكل جلي في العلوم الإسلامية، ويقرون في نفس الوقت، بأن التداخلية بين العلوم الإسلامية وصف علمي لا يمكن التنكر له، أو التغاضي عنه.
وبين أن ما ساعد على هذا التكامل والتواصل بين هذه العلوم، بجميع فروعها وأقسامها أصلية كانت أو خادمة للأصل نقلية كانت أم عقلية هو وحدة الإطار، ووحدة المرجع الذي يجمع هذه العلوم، إذ التحمت هذه العلوم بمجملها، وفي نسق واحد من أجل خدمة القران الكريم من سائر الجوانب.