فنانون إماراتيون يناقشون تطور المنظومة الثقافية الإماراتية
محمد خليفة المبارك والمشاركون في جلسة «حوارات الثقافة للجميع» الافتراضية (من المصدر)
استضافت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، هذا الأسبوع، أحدث جلسات «حوارات الثقافة للجميع» الافتراضية، تحت عنوان: «المجتمع الفني: نظرة مستقبلية»، وترأسها معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بمشاركة مجموعة من الفنانين المتميزين الذين كان لهم دور جوهري في رسم ملامح المشهد الفني الإماراتي، بمن فيهم عفراء الظاهري، ونجوم الغانم، وفرح القاسمي، وشيخة المزروع، ومحمد كاظم، وطارق الغصين، ورامين حائري زاده، وركني حائري زاده، وحسام رحمانيان.
تم بث الجلسة مباشرةً، عبر قناة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على «يوتيوب»، واستهلها معالي المبارك، بتحديد الغرض منها، والحالة الراهنة للمنظومة الثقافية.
وأوضح معاليه، أن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تسعى إلى «تأسيس منظومة فنية تلبي تطلعات الفنانين، لمشاركة أعمالهم الفنية مع المجتمع، ونشعر تحديداً هنا في أبوظبي أن الفنّ ينبغي أن يكون جزءاً من هويتنا الثقافية، وجزءاً من كياننا، لأنه برأيي ما يميّزنا كبشر؛ فالفنّ يخلق تواصلاً عابراً للغات، وهنا تكمن جماليته».
وبالإضافة إلى إنشاء متاحف رفيعة المستوى مثل «اللوفر أبوظبي» و«جوجنهايم أبوظبي» و«متحف زايد الوطني»، أوضح المبارك أن الاستراتيجية الثقافية لدائرة الثقافة والسياحة، تشمل أيضاً توفير الاستوديوهات ومساحات العرض للفنانين من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن فرص الإقامة والمنح وغيرها من وسائل الدعم الأخرى، وقال المبارك: «إن الهدف من ذلك ليس فقط بناء أجمل المتاحف وأعظمها، وإنما إنشاء قاعدة شعبية واسعة من متذوقي الفنون، وكما تبدأ الشجرة من بذرة صغيرة لتنمو وتثمر بمرور الوقت، كذلك لن يؤتي أي من هذه الجهود ثماره ما لم يتم تأسيس كل شيء من الصفر وبشكل أصيل». وأضاف: «تركز استراتيجيتنا في جانب كبير منها على كيفية احتضان وتكريس طاقات هذا الكم الكبير من المواهب الإبداعية».
ووافقت فرح القاسمي، المصورة الفوتوغرافية المقيمة حالياً في مدينة نيويورك، أن بناء القاعدة الشعبية للثقافة بصورة تدريجية، يعدّ أمراً ضرورياً لازدهار المشهد الفنّي الإماراتي، وقالت: «إن دعم الفنانين في الدولة يأتي عموماً من الهيئات والمؤسسات المعنية، بيد أنه يكتسب في أماكن أخرى سمةً أكثر شعبية مع التفاف الفنانين حول بعضهم البعض».
من جانبه، قال الفنان المفاهيمي الإماراتي محمد كاظم: «إن الحكومة الإماراتية دأبت على دعم الفنانين منذ سبعينيات القرن الماضي، والفرق اليوم أن هناك المزيد من المؤسسات الثقافية، والفرص التي يمكن للفنانين الاستفادة منها، وهذا أمر بالغ الأهمية للفنانين الشباب تحديداً».
وقالت المخرجة والشاعرة الإماراتية، نجوم الغانم: «إن التحدي الأبرز الذي يواجه الفنانين عموماً، هو ضعف تقدير الفنون على نطاق المجتمع»، وأضافت الغانم: «لا يزال الناس يعتبرون الفن شيئاً غريباً بالنسبة لهم، ولهذا نحتاج اليوم إلى مشروع وطني يوحّد الجميع، ويضفي الحبّ على الفن، ويجعل الفن جزءاً من حياتهم اليومية».
الفن و«كوفيد – 19»
وناقشت الجلسة، مدى تأثير جائحة «كوفيد – 19» على المجتمع الفني، وقالت عفراء الظاهري، الفنانة والأستاذة المساعدة في جامعة زايد: «يتعين على الفنانين اغتنام هذه الفترة المهمة للتوقف والتأمل قليلاً، ومراجعة ممارساتنا الفنية، وقد بدأنا نقضي وقتاً أكبر في البحث والقراءة والتفكير، ولهذا سيكون لدينا فيض من المادة الفنية التي سنعمل عليها حالما تنتهي هذه الأوضاع».
فيما أشار طارق الغصين، وهو فنان تشكيلي وأستاذ في جامعة نيويورك أبوظبي، أن عالم الفن اتجه أكثر نحو المعارض الافتراضية بسبب الجائحة، وقال: «ولكننا نفتقد في هذه المعارض إلى الحوار المباشر، نتيجة المسافة التي تمليها علينا شبكة الإنترنت».
كما ناقش المشاركون تدريس الفن للنشء في الدولة، فتحدثت شيخة المزروع، وهي فنانة ومحاضرة في جامعة الشارقة، عن دورها في تشجيع الطلاب على تطوير شغفهم الفني. وقال طارق الغصين: «إن مسؤولياته كمعلّم تملي عليه إدارة تطلعات طلابه، وإقناعهم أنّ عمل الفنان رسالة وشغف في آن معاً».
كما ناقشت الجلسة، دور المؤسسات في تطوير الفنون، وكيف يمكن للفنانين أنفسهم الاستفادة من البنية التحتية الثقافية في دولة الإمارات، وواجبهم الوطني كفنانين في دعم القضايا الاجتماعية.
وفي القسم الأخير من الحوار، سأل معالي محمد خليفة المبارك، المشاركين، كلاً على حدة، عن أمنياتهم لتطوير المشهد الفني الإماراتي، ومن بين الأفكار المطروحة: تحويل المباني المهجورة إلى استديوهات فنية، وإعطاء الفن التركيز الكافي في المدارس مثل بقية المواد الأخرى، وضم الفنانين إلى عضوية المجالس الاستشارية للمؤسسات، وإنشاء مشروع عالمي تقوده أبوظبي لجمع البشرية تحت مظلة الفنون.