معلومة بترولية.. ماذا تعنى العقود الآجلة للنفط؟
تعد العقود الآجلة للنفط،عقود يتم التوافق من خلالها على تبادل كميات معينة من النفط بسعر محدد فى توقيت محدد، حيث تتم عمليات التداول لهذه النوعية من العقود فى بورصات العقود الآجلة وهى الأكثر فى الاستخدام فى عمليات بيع وشراء النفط فى الأسواق العالمية ويتم التداول فى البورصات مثلها مثل الأسهم والإختلاف فى أنها تُتداول فى شكل أنواع قياسية للنفط والذى يتيح للمتداولين التعرف على جودة النفط وموقع استخراجه ومن أشهر انواع النفط التى يتم التداول بها ” خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط “.
تتحرك أسعار العقود الآجلة للنفط صعودا وانخفاض مع قيمة النفط، حيث يستخدم مصدرى ومستوردى النفط العقود الآجلة كضمان من التأثيرات العكسية لتقلبات فى أسعار النفط ويقوم بعض المتداولين استخدام العقود الآجلة للمضاربة على النفط وذلك دون الحاجة إلى القيام بعمليات شراء أو بيع للنفط بحد ذاته، حيث يمكن القيام بعمليات شراء للعقود الآجلة للنفط وبيعها قبل أن تنتهى صلاحيتها والاستفادة فى حالات ارتفاع الأسعار بدلا من القيام بشراء النفط والبحث عن أماكن لتخزينية ولكن يتم عمليات بيع وشراء للعقود ذاتها.
وشهدت أنشطة العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس تراجعا خلال الربع الأول من عام 2020 مسجلة أكبر خسائر فصلية على الإطلاق وكذلك تهاوى الأسعار الآجلة لخام غرب تكساس إلى ما دون صفر دولار للبرميل نتيجة قرب نفاذ القدرة الاستيعابية لمنشآت التخزين فى سوق النفط الأمريكى الذى شهد contango حيث كان لكل من حالة الجمود التى أصابت الاقتصاد العالمى، تزامنا مع تفاقم جائحة فيروس كورونا المستجد التى أدت إلى تدهور الأسواق المالية العالمية والتراجع الحاد فى الطلب على النفط، على خلفية فرض الحكومات فى العالم قيودا وتدابير عزل لاحتواء انتشار الفيروس، إلى جانب المخاوف بشأن تخمة إمدادات النفط الخام العالمية دورا رئيسيا فى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى.
كما أدت تلك الأسباب والتى كان على رأسها انتشار فيروس كورونا المستجد، انخفاض الأسعار الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس بنسبة 60.3 % و66.9 على الترتيب خلال الأربعة أشهر الأولى المنقضية من عام 2020.
وتشهد أسعار النفط الآجلة تحسنا ملحوظا منذ بداية شهر مايو 2020بدعم من الآمال بشأن تعافى الطلب فى ظل إعلان بعض الدول عن بدء فتح تدريجى للاقتصاد، مع بدء دخول الإتفاق التاريخى لخفض الإنتاج بين دول أوبك بلس وبعض منتجى النفط، بتنفيذ خفض فى إنتاج الخام يصل إلى 9.7مليون برميل يوميا منذ الأول من مايو الماضى، حسب الاتفاق الذى تم التوصل إليه سلفا، وهو ما ساعد مع بعض العلامات المبكرة لاستعادة الطلب على الخام فى تخفيف المخاوف بشأن نفاد مساحة تخزين النفط الخام والوقود فى العالم.