الأدب

100 كتاب عالمى .. “صحراء التتار” فى انتظار “الغائب” دائما

صدرت رواية “صحراء التتار” فى عام 1940 وهى من إبداع الكاتب الإيطالى “دينو بوتزاتى” ومنذ صدورها تحولت إلى أيقونة كبرى فى تاريخ الإبداع العالمى.تدور الرواية حسبما ذكرت (الخليج) عن “جيوفانى دروجو” بعد أن أتم دراسته فى الكلية الحربية ويتوجب عليه الآن أن يلتحق بإحدى القلاع النائية والتى تحيط بها الصحراء من كل مكان، إلا أن “دروجو” أحس أن شبح العزلة يحيط بل ويسكنه فى أعماقه، فهو الآن سيبتعد عن تلك المدينة وهذا البيت العتيق الذى يعيش فيه مع أمه والذى عرف فيه معنى الأمل، وأنه مقبل على مرحلة ستضيق بها نفسه ويأسف على ما مر به من مراحل عمره.
 
صحراء التتار
صحراء التتار
ما أن ألقى جيوفانى دروجو برجاله فى القلعة، حيث التقى بالقومندان (ماتى) وهو قائد يظهر لنا فى بداية الرواية رجلاً طيباً مخلصاً، وذلك من خلال الحوار الذى دار بينه وبين جيوفانى دروجو، حيث أبدى القومندان ماتى لدروجو بأنه من الممكن أن يرحل فى هذه الساعة إلى مدينته التى أتى منها وأنه ليس عليه حرج فى ذلك، حيث إنه ليس فى القلعة ما يثير الانتباه، لكن فى نفس اللحظة حاول ماتى وفى شىء من الخبث لم يظهر فى ثنايا الحوار أن يغرى دروجو بالجلوس فى هذا المكان المعزول عن المدينة وعن الحياة البشرية، وأنه لن يفقد الكثير إذا استمر بالقلعة لمدة أربعة أشهر قادمة، خصوصاً إذا كانت إجراءات الرحيل قبل الأربعة أشهر ستكون صعبة وفيها بعض التحايل على القانون (وكأن ماتى فى تفرسه لوجه دروجو أدرك أنه لا يحب التحايل على القانون)، وبانقضاء الأربعة أشهر على دروجو أن يقرر البقاء أو الرحيل، حيث ستكون إجراءات الرحيل سهلة ومطابقة للقانون، وبالفعل قرر دروجو خلال الحوار أنه سيبدأ عمله فى القلعة هذه المدة وما أن تنقضى حتى يتم أوراق رجوعه إلى القلعة.
 
انقضت الأربعة أشهر وعلى دروجو الآن أن يقوم بفحص طبى لإنهاء عمله فى القلعة، لكن (دينو بوتزاتي) يفاجئنا بشيء من الاضطراب بأن دروجو قرر البقاء فى عمله وأنه لن يغادر القلعة، فبعد حالة الملل والعزلة غير المفيدة التى عاشها دروجو فى القلعة، وبعد حياة القلق حتى من صوت خرير الماء فى أحد الصهاريج، بعد هذا كله يفاجئنا بوتزاتى بقرار دروجو معتمداً على تأويلات غير مقنعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *