الأدب
يا ثارات عثمان.. معاوية بن أبى سفيان يحمل قميص الخليفة المقتول.. فلماذا لم يثأر؟
وقعت الفتنة الكبرى فى التاريخ الإسلامى بعد مقتل الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان فى عام 35 هجرية، وبينما كان الإمام على كرم الله وجهه فى انتظار البيعة كى يستطيع أن يحقق العدل ويحاسب القتلة، جاء معاوية بن أبى سفيان يحمل قميص عثمان وعليه دمه وهو يقول “يا ثارات عثمان” ومطالبا الإمام على بأن يأخذ ثأر عثمان الآن ورافضا البيعة.. فهل عندما تولى “معاوية” الحكم أخذ بثأر “عثمان”؟
يقول كتاب (تاريخ الدولة الأموية) تأليف الدكتورة إيناس حسنى البهجى، بعد مقتل عثمان بن عفان الذى كان من بنى أمية، أخذ معاوية بن أبى سفيان الذى كان من بنى أمية أيضا مطللب الثأر لعثمان بسبب ما اعتبره معاوية عدم جدية على بن أبى طالب فى معاقبة قتلة عثمان واعتبر معاوية الإمام على بصورة غير مباشرة مسئولا عن حوادث الاضطراب الداخلى التى أدت إلى مقتل عثمان.
وتفاقم الخلاف بين على ومعاوية مفضيا إلى صراع مسلح بينهما فى صفين ولكن دهاء معاوية فى المعركة أدى لحدوث انشقاقات فى صفوف قوات على بن أبى طالب. وأطلقت تسمية الخوارج على الطائفة التى كانت من شيعة على ابن أبى طالب ثم فارقته وخرجت عليه وقاتلته.
استغل معاوية ضعف القيادة المركزية لخلافة على وقام بصورة غير مركزية ببسط نفوذه على سوريا ومصر”.
قتل الإمام على فى عام 40 هجرية، وقام الإمام الحسن بالتنازل لمعاوية، وذلك لحقن دماء المسلمين، فماذا فعل معاوية مع قتلة الخليفة عثمان؟
يذهب البعض إلى أن كل من قتل سيدنا عثمان مات مقتولا، ليس بأمر من معاوية، حتى آخر رجلين منهم قتلا بعد أربعين سنة من ذلك، قتلهما الحجاج بن يوسف الثقفى من أجل قتلهما عثمان وهما: عمير بن ضابئ البرجمى، وكميل بن زياد النخعى، ومن القتلة المباشرين قُتِل اثنان فور مقتله، قتلهما عبيد عثمان وهما قتيرة السكونى وقيل الآخر هو سودان بن حمران السكونى.
وقتل كنانة النخعى مخذولاً فى الحرب بين محمد بن أبى بكر وعمرو بن العاص وقتل محمد بن أبى بكر بعدها، ومات الأشتر النخعى من شربة عسل مسمومة بالسويس، وقتل حكيم بن جبلة اللص فى معركة البصرة.
وكان قتل أكثرهم بأمر طلحة والزبير رضى الله عنهما بعد معارك بالبصرة فقتلوا كل من شارك من أهل البصرة وكانوا نحو ستمائة رجل ولم ينج منهم إلا حرقوص بن زهير السعدى قتل بعد ذلك بمدة وكانت قد منعته قبيلته.
هل طالبت ابنة سيدنا عثمان معاوية بالقصاص؟
أورد الحافظ ابن كثير فى كتابه (البداية والنهاية) :
وقال الليث: إن معاوية قدم المدينة أول حجة حجها بعد اجتماع الناس عليه، فلقيه الحسن والحسين ورجال من قريش، فتوجه إلى دار عثمان بن عفان، فلما دنا من الدار صاحت عائشة بنت عثمان، وندبت أباها، فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم فإن لى حاجة فى هذه الدار، فانصرفوا ودخل، فسكَّن عائشة وأمرها بالكف، وقال لها: يا بنت أخى إن الناس أعطونا سلطانا فأظهرنا لهم حلما تحته غضب، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد، فبعناهم هذا وباعونا هذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا شحوا على حقهم ومع كل إنسان منهم شيعة، وهو يرى مكان شيعتهم، فإن نكثناهم نكثوا بنا، ثم لا ندرى أتكون لنا الدائرة أم علينا؟ وأن تكونى ابنة عثمان أمير المؤمنين خير من أن تكونى أمة من إماء المسلمين ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك” وإن كان البعض يشكك فى هذا الكلام.
المهم أنه لم يثبت أن “معاوية” قام بأخذ ثأر سيدنا عثمان بشكل مباشر، وذهب البعض إلى أنه بعدما صار خليفة المسلمين رأى أن حقن الدماء هو ما يحتاجه الناس فى ذلك الوقت.