“الفرحة فى القلب”.. أسرة إماراتية تتبرع بقيمة عرس ابنها لمتضررى كورونا
“المبدأ لا يتجزأ”.. هكذا انتصرت أسرة إماراتية لقيم التكافل والتكامل وإيثار الآخرين على النفس، كاشفة عن أخلاقيات وإنسانية في مشاركة الآخرين أوجاعهم قبل أفراحهم، فاختارت هذه الأسرة المواطنة التضحية بعرس ابنها والتبرع بمصروفاته لدعم وسد حاجة المتضررين في مدينة العين من أزمة فيروس كورونا وتداعياتها.
ووفقا لصحيفة الرؤية الإماراتية، أقام علي الأحبابي فرحه الجمعة الماضي بحضور قليل للغاية لم يتعد 6 أفراد، بعد عمليات تعقيم كبيرة للمنزل والحديقة والتزام بارتداء القفازات والكمامات وكل تدابير الوقاية والحماية من العدوى.
تقول والدة المعرس المحامية فاطمة سعيد الكعبي، إنها حرصت على تنفيذ وصية المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، بالتقليل من نفقات الأعراس والتبذير، فتكلفة العرس تصل إلى مبالغ خيالية مرهقة للمعرس وهو لا يزال في مقتبل حياته الأسرية.
وأشارت إلى أن الظرف الراهن الذي يمر به العالم بسبب انتشار كورونا أجبر الجميع بالدولة على العودة إلى العادات والتقاليد القديمة، التي تخلو من التفاخر والتباهي والتبذير في الأفراح، وفرضت عليهم اتباع نمط حياتي لما كان يحدث سابقاً من حياة مليئة بالبركة والبساطة.
وأكدت الكعبي أن الأسرة وضمنها المعرس قررت تخصيص تكاليف العرس لتوزيعه على الأسر المتضررة اقتصادياً من انتشار كورونا، وتشمل تلك الأضرار التي لحقت بمن أنهيت خدماتهم لدى القطاع الخاص، وغير القادرين على سداد فواتير الأدوية أو دفع الإيجار وحتى الإيفاء بالمتطلبات اليومية للأبناء وغيرها في مناطق مختلفة من مدينة العين.
ودعت الكعبي الجميع بالمحافظة على نفس نمط الالتزام بالإجراءات الاحترازية من أجل السيطرة على انتشار المرض وحتى بعد انجلائه.
المبادرة لاقت قبولاً واستحساناً لدى والد العروس علي محمد الأحبابي، قائلا إن مشاركة المجتمع بالتخفيف من معاناة المعسرين تمثل منهجاً ثابتاً وأصيلاً في قيم المجتمع الإماراتي، منوهاً أن ذلك النهج دفعه لتشجيع هذه المبادرة الخيرة التي جاءت من والدة المعرس.
وأفاد والد العروس بأنه لم يتردد لحظة في التعجيل بزواج ابنته رغم إمكانية التأجيل وإقامة العرس فيما بعد، موضحاً أنه وجد في ذلك تخفيفاً عن المعسرين وإدخالاً للفرحة إلى قلوبهم في مثل هذه المناسبة الغالية، آملاً أن يتفاعل المجتمع مع مثل هذه المبادرات ويقتدي بها ويعممها، مبدياً استعداده للتعاون مع المؤسسات والأفراد لتحقيق هذه الغايات، والعمل سوياً على نشر السعادة بين فئات المجتمع.
فيما تقدم المعرس علي الأحبابي، بالشكر لأسرة العروس التي تفهمت الظروف الاستثنائية الحالية، قائلاً إنه ووالدته بادرا بتسهيل الإجراءات ولم يمانعا الزواج دون حفل مكلف، وتوجيه قيمة تكلفته لعمل الخير، كما تقيدوا بتنفيذ أوامر قيادة الدولة، وتسهيل الزواج وعدم التكليف على المعرس مما يكبده الديون في سبيل إقامة حفل مرضاة للمظاهر والتبذير الذي نهى عنه الدين الإسلامي.