الأدب

طولها 80 مترا.. فنانون فى السنغال يرسمون جدارية لدعم السود فى دكار

وضع عشرات الفنانين لمستهم الأخيرة على لوحة جدارية ضخمة فى قلب دكار، دعماً لحقوق السود رافضين صورة الضحية الذى تجسدها حركة “بلاك لايفز ماتر”، وتبلغ طول الجدارية التى تحمل وجوه ضخمة لناشطين أو شخصيات بارزة من السود على جدار أسمنتى 80 مترا.

جانب من جدارية السنغال
جانب من جدارية السنغال

ورسم الفنانون وجه مالكوم إكس مع نظرة صارمة، والرياضيين الأمريكيين تومى سميث، وجون كارلوس يرفعان قبضتيهما، والمؤرخ السنغالى الشيخ أنتا ديوب، والناشطة الأمريكية لإلغاء العبودية هارييت توبمان.

ونفذ فنانون من “راديكل بوم شوت”، رسماً لأحد المبانى المحترقة خلال التظاهرات التى هزت مينيابوليس والولايات المتحدة، بعد وفاة الأمريكى الأسود الذى قتل أثناء توقيفه على يد شرطى أبيض، حسب ما جاء بوام 24، لكن هذه اللوحة الجدارية هى جزء من ديناميكية أخرى أكثر هجومية، كما أوضح أحد الفنانين من “راديكل بوم شوت” سيرينيه منصور فال المعروف بمادزو، والذى يملك 16 عملاً على جدران فى دكار ومدن سنغالية أخرى.

جانب من الجداريات بلاك لايفز ماتر
جانب من الجداريات بلاك لايفز ماتر

وهذه المجموعة الفنية وهى واحدة من المجموعات الرئيسية التى ساهمت فى تحويل دكار إلى متحف لفنون الشارع فى الهواء الطلق، كانت تفكر قبل فترة فى تغطية الجدارية القديمة التى ترمز إلى العيش معا والتى كان لونها يبهت بفعل عامل الوقت.

وأوضح “مادزو”، أن وفاة جورج فلويد سرعت الأحداث، وفى السنغال، لم يؤد مقتله إلى أى تحركات كبيرة، ولا داعى لقول فلتكن لحياتنا قيمة، بمعنى اسم حركة بلاك لايفز ماتر، مشيراً إلى أن ما تريده المجموعة هو “توعية الناس بالنضالات المشتركة والتأكد من أنه عندما يكون هناك أسود  فى شوارع نيويورك، يدرك أن وراءه شعباً بكامله”.

يرتدى مادزو قميصاً بشعار “بلاك بانثر” الذى يرمز إلى حركة التحرير الأميركية الإفريقية الثورية فى 1966، وهى رسمة تبرز جيداً بين الوجوه والشخصيات الممثلة على هذا الجدار الإسمنتى، ويريد أن يرى فى هذه الجدارية العمل التأسيسى لحركة “بلاك بانثر” فى غرب إفريقيا.

وهذا العمل هو عبارة عن “بلاك باور” قوة السود بدل “بلاك لايفز ماتر” كما قال أجونكا، وهو واحد من الفنانين الذين تقاسموا مهمة إنجاز الجدارية على الجدار الإسمنتى فى ظل الحرارة المرتفعة، ودخان عوادم السيارات.

ومؤخرًا قام 40 فناناً بزيارة “جرافيتى آلى”، وهو زقاق يقع فى وسط مدينة تورونتو، يشتهر برسومه الجدارية المتعددة الألوان، مع رسوم وصور تكرم الحركة المناهضة للعنصرية “بلاك لايفز ماتر”.

وتتناقض هذه اللوحات الجدارية التى نفذت حديثا بمستويات مختلفة من الأسود والرمادى، مع الألوان الزاهية للوحات الأخرى الموجودة فى هذا الزقاق السياحى الشهير الذى يقع فى جنوب أكبر مدينة فى كندا، وتمثل الرسوم شخصيات بارزة من المجتمع الأسود مثل مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ، وضحايا وحشية الشرطة وعنفها، إلى جانب جداريات خاصة بجورج فلويد.

وتصور لوحة جورج فلويد مع شريط لاصق على فمه مكتوب عليه “لا أستطيع التنفس”، فى إشارة إلى الكلمات الأخيرة التى قالها عندما كان يضع شرطيا ركبته على عنقه بعد إلقاء القبض عليه، ودون الفنان صاحب الصورة على الجدارية “لكننا نستطيع سماعك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *