الأدب
لو الحج “ألغى” هذا العام.. هل يكون هناك عيد أضحى؟
ليس واضحا حتى الآن إن كانت شعائر الحج ستقام أم أنها ستلغى هذا العام، بعد انتشار فيروس كورونا فى العالم أجمع، لكن ماذا عن عيد الأضحى هل هو جزء من شعائر الحج أم أنه شعيرة مستقلة؟
يذهب البعض، حسبما ذكر الباحث ذو الفقار على شاة، إلى أن البعض يرى الفصل بين عيد الأضحى و فريضة الحج، ويرون أن كلا العيدين قد قررا من قبل النبى عليه الصلاة والسلام، عندما رأى أحوال أهل المدينة و عاداتهم فى الاحتفال بعيدين محليين سنويين، فأبدل النبى العيدين بعيدى الفطر والأضحى، كما جاء فى الحديث الشريف: حدثنا أبو عبد الرحمان قال: أنبأنا عَلِى بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أخبرنا إسْمَاعِيلُ قَالَ: أخبرنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ ،: قَالَ: «(كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ من كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِى الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النحر)”.
و هناك بعض الروايات تقول أن الرسول كان قد أدى صلاة العيد لأول مرة فى المدينة و ذلك فى السنة الأولى للهجرة، وكانت صلاة عيد الفطر فى السنة الأولى من الهجرة كما رواه أبو داود مسنداً إلى أنس رضى الله عنه قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما فى الجاهلية فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر، و يقول أبو بكر الجزائرى أنها شرعت فى السنة الأولى للهجرة.
وشرعت فى السنة الأولى من الهجرة، كما رواه أبو داود عن أنس، قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: “ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما فى الجاهلية، فقال رسول لله: إن الله قد أبدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر”.
على أن الرواية الأكثر صحة و الأكثر قبولاً هى أن صلاة العيد الأولى أديت فى السنة الثانية للهجرة، كما يقول الإمام النووى و ابن حجر وعدد كبير من العلماء، حيث يوضح الإمام ابن حجر العسقلانى ذلك قائلاً:
وفرض عليه الصوم بعد سنتين هذا تبع فيه القاضى أبا الطيب وصاحب الشامل وجزم فى زوائد الروضة أنه فرض فى السنة الثانية وفرضت زكاة الفطر معه قبل العيد بيومين وبه جزم الماوردى وزاد انه صلى فيها العيدين الفطر والأضحى وهذا أخرجه بن سعد عن شيخه الواقدى من حديث عائشة وابن عمر وأبى سعيد قالوا نزل فرض رمضان بعد ما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر فى شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر فى هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة فى الأموال وصلى يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة وصلى العيد يوم الأضحى وأمر بالأضحية
لكن من الناحية الأخرى نعلم أن الحج كان قد فرض فى السنة السادسة للهجرة، حتى أن بعض العلماء يذهبون إلى أن الحج فرض حتى بعد ذلكـ فى السنة الثامنة أو التاسعة للهجرة. يروى الإمام بدر الدين العينى ذلك:
لأن وجوب صوم رمضان نزل فى السنة الثانية من الهجرة ، وفريضة الحج فى سنة ست، وقيل: تسع.
و يقول الإمام النووي:
لأن فرض صوم رمضان نزل فى السنة الثانية من الهجرة ، ونزلت فريضة الحج سنة ست، وقيل: سنة تسع
بينما يذهب الأغلبية إلى أن اختيار عيد الأضحى جاء جزءا من عيد الأضحى، لأن العرب كانوا يعرفون الحج من قبل الإسلام، وكان أيضا فى عيد الحج.
لكننا فى انتظار دار الإفتاء أن تجيبنا تفصيلا عن هذا الأمر.