الأدب
متى تنتهى الأوبئة.. كيف كانت نهاية الجوائح القاتلة فى العالم؟
أصبح السؤال الذى يشغل العالم الآن هو: متى تنتهى جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وتعود الحياة لطبيعتها؟ الجميع ينتظر مصلاً أو لقاحًا يتوصل إليه العلماء من أجل القضاء على شبح الموت الذى أصبح يراود الجميع خلال تلك الأزمة، لكن بالبحث فى الوقائع التاريخية تبدو هناك إجابات غير مباشرة على هذا التساؤل المثير للاهتمام الآن.
وصنف المؤرخون، طريقان لانتهاء الأوبئة والتخلص من شبح الخوف الذى يراود الجميع منها، أولها طبى، ويحدث عندما تنخفض معدلات الإصابة والوفاة، والثاني اجتماعى، ويكون عندما يتلاشى “وباء الخوف” من المرض، وفق ما نقلت عنهم صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
طاعون الموت الأسود
وبحسب عدد من التقارير، وحتى الآن، لم يتضح كيف انتهى هذا الوباء الذى ضرب العالم خلال حقبة العصور الوسطى، حيث تجادل بعض العلماء فى سبب تلاشى المرض، ما بين أن الطقس البارد قتل البراغيث التى فى الفئران الناقلة للمرض، لكن المرض ظل ينتقل من شخص لآخر، فيما طرح آخرون فكرة حدوث تغيير لدى الفئران، وذهب فريق ثالث إلى أن البكتيريا تطورت لتصبح أقل فتكا، أو ربما ساعدت الإجراءات التي اتخذها البشر، مثل حرق القرى، في القضاء على الوباء.
لكن الطاعون لم يرحل تمامًا، ففي الولايات المتحدة تنتشر العدوى بين كلاب البرارى فى جنوب غربى البلاد، ويمكن أن تنتقل إلى الناس، بحسب ما يؤكد الأطباء، والناس اليوم لم يعودوا يتحدثوا عن الطاعون أو يخافون منه.
طاعون لندن
ضرب الطاعون عاصمة الضباب لندن عام 1665، وقتل هذا الوباء عددًا كبيرًا في بريطانيا يقدر بنحو سبعين ألف شخص، أى ما يعادل 20% من السكان، ويعتقد أن حريق لندن الكبير فى العام اللاحق 1666م، كان سببا فى سرعة نهاية هذا الوباء، حيث يعتقد أن النيران قتلت نسبة كبيرة من الفئران والبراغيث التى تنقل المرض.
الجدرى
الوباء الوحيد الذى تم القضاء عليه بالفعل، بعدما استمر الوباء فى اجتياح العالم طيلة 3000 عام على الأقل، وظلت فكرة وجوده أمر مروع للناس، وبحسب الباحثين فإن نهاية هذا الوباء هى حالة استثنائية إذ أنه أمكن إيجاد لقاح فعال يوفر حماية مدى الحياة وأن فيروس “فريولا” الذى يسبب المرض ليس لديه مضيف حيوانى يحمله إلى البشر، لذا فإن القضاء على المرض في البشر يعني القضاء التام عليه، كذلك، فإن أعراضه غير عادية وواضحة، ما يسمح بالحجر الصحى الفعال وتتبع طرق المخالطة.
كان آخر شخص أصيب بالجدري بشكل طبيعي هو “على ماو مالين” طاهٍ بمستشفى فى الصومال، عام 1977، وتعافى لكنه مات بسبب الملاريا عام 2013.
الكوليرا
واحد من أكثر الأوبئة التى حاصرت البشر وسببت الزعر فى نفوس البشرية لقرون طويلة، حتى تمكن الطبيب الإنجليزى جون سنو فى القرن 19 من مكافحة وباء الكوليرا الثالث، الذى ضرب لندن عام 1854؛ إذ رسم خرائط التوزيع الجغرافي للمرضى في منطقة سوهو، واستجوب السكان، وربط الوباء بمياه الصهاريج، واكتشف مضخة ملوثة وأغلقها، ليصبح أبا لعلم الأوبئة ورائد جمع البيانات.
الإنفلونزا الإسبانية
قتلت الإنفلونزا في عام 1918 من 50 إلى 100 مليون شخص في العالم، وكانت تفترس الصغار والكبار في منتصف العمر، وقتلت الإنفلونزا في عام 1968، مليون شخص في جميع أنحاء العالم، من بينهم 100 ألف شخص في الولايات المتحدة، معظمهم من كبار السن الذين تجاوزوا 65 عامًا. لكن الخوف الذي يرافق المرض اليوم لم يعد يذكر مقارنة بما كان يحدث في السابق.
ويعتقد أن هذا الوباء لم ينته من منظور طبي، بل انتهت من منظور اجتماعي من خلال التعايش، بعد أن أزاح الناس عن كاهلهم كوابيس المرض والخوف من الفيروس.