مقارنة “أخت روحي” بقصص عبرية وسريانية في رسالة ماجستير بجامعة الأزهر
وضعت الباحثة أماني محمد كمال عطية مجموعة عمار علي حسن القصصية الأخيرة “أخت روحي” في مقارنة بمجموعتي “موديل عارية” المكتوبة بالعبرية للكاتب الإسرائيلي يعقوب بوتشن، و”حبة الرمان” المكتوبة بالسريانية للكاتب العراقي عادل دنو، في رسالة ماجستير تم تسجيلها بقسم اللغة العبرية في كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر تحت عنوان “جماليات الإحالة في القصة القصيرة العبرية والعربية والسريانية ودورها في التماسك النصي”.
وتبدأ الرسالة، التي يشرف عليها ثلاثة أساتذة هم الدكتور سعيد مطاوع والدكتورة بسيمة سلطان والدكتورة عبير الوالي، بتمهيد يتناول مفهوم الإحالة لغة واصطلاحًا، وذكر أنواعها، مع عرض لعناصرها، وأهم الوسائل التي تحققها، مع بيان لوظائفها، ثم يؤصل لمفهومها في العبرية والعربية والسريانية. ثم تعرض لمفهوم القصة القصيرة وبنائها.
وتنقسم الدراسة إلى بابين، الأول يدرس الإحالة بالضمائر الشخصية والإشارة والموصول في القصة القصيرة العربية والعبرية والسريانية. والثاني يبحث في الإحالة بالحذف والاستبدال والتبعية في القصة القصيرة باللغات الثلاث.
وحول “أخت روحي” قالت الباحثة في مشروع بحثها إنها تمزج بين الواقع الفج والخيال الجامح صانعة عالمًا يتحرك فيه مقهورون وخائفون وحالمون يجاهدون من أجل أن يجدوا لأقدامهم مكانا في الزحام، وتدور أحداثها بين مكانين؛ الريف والحضر، وإن تشابهت مصائر الشخصيات في المكانين. ويرجع اختيار عنوان قصة (اخت روحي) ليحمل اسم المجموعة القصصية (أخت روحي)؛ إلى انه عنوان لقصة هي الافضل في المجموعة، أو الاكثر تأثيرًا في النفس، فضلًا عن أنه عنوان لافت في حد ذاته.
وتعتمد الدراسة على منهجين من مناهج دراسة اللغة؛ وهما المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن، مع الاستفادة من معطيات نظريات علم لغة النص.
وعن أسباب اختيارها هذا الموضوع قالت الباحثة في مقترحها العلمي “تزايد الاهتمام باللسانيات النصية في الآونة الاخيرة (وبخاصة في العربية) بحيث تم الانتقال من حيز الجملة إلى فضاء النص، والولوج في أعماقه للكشف عما بداخله من معاني جديدة. كما تم تطبيق نظرية لغوية حديثة في مجال الدرس المقارن لبحث مدي تقبل النصوص لهذه الدراسات اللغوية الحديثة، ومدى إسهام هذه النظرية في تطور المنهج المقارن. وهناك قلة التطبيقات (وبخاصة العبرية والسريانية) في هذا المجال وحاجة الدرس النصي إلى مزيد من التطبيقات على النصوص في لغات عدة”.
وأضافت: “انحصرت التطبيقات التي عنت بدراسة آليات التماسك النصي في القران الكريم والعهدين القديم والجديد، أو فيما خلفه العصر الوسيط من إنتاج أدبي، لتأتي هذه الدراسة الأولى بين الدراسات النصية التي تعني بالكشف عن الظواهر الإحالية وما تُحدثه من ربط بين أجزاء النص، تطبيقًا على نص أدبي حديث وفق المنهج المقارن”.
وحددت الباحثة خمسة أهداف لدراستها أولها التعرف على مفهوم الإحالة في ضوء الدراسات اللغوية القديمة والدراسات اللسانية الحديثة. وثانيها الكشف عن الظواهر الإحالية ومدى تحققها في العبرية والعربية والسريانية من خلال مادة الدراسة، ثم المقارنة بين اللغات الثلاث فيما أثمرت عنه نتائج التحليل مع محاولة تفسير أوجه الشبه والاختلاف بينهم.
أما الهدف الثالث فهو بيان دور الإحالة في تحقيق مبدأ الاقتصاد اللغوي، والرابع يتمثل في شرح دور الإحالة في تعزيز فهم المتلقي لغايات النص والتحرك في فضائه الدلالي، والخامس والأخير هو إبراز بعض السمات الأسلوبية لكتاب القصة القصيرة في العبرية والعربية والسريانية، من خلال بيان معدلات اعتمادهم على وسائل الإحالة في بناء نصوص قصصهم، وترتيب هذه الوسائل لديهم حسب معدل ورودها.
وحظيت “أخت روحي” منذ صدورها، عن الدار المصرية اللبنانية، باهتمام عدد من النقاد، حيث اتفقوا على أنها تنطوي على نزعة رومانسية، لكنها تغوص في واقع اجتماعي شديد القسوة والصعوبة، وتستخدم عدة تقنيات فنية في البناء والصياغة، وتبدو وكأنها ورود تنبت في مستنقع.
وتتفاوت قصص المجموعة بين تلك المكثفة، التي تتهادى في مشهد أو موقف أو حالة أو لحظة أو لقطة أو دفقة واحدة، وهذه المطولة التي تضغط في سطورها ما يمكن إن طال أن يشكل رواية كاملة، لكن الكاتب ضغطها ممتثلا في الوقت نفسه لخصائص فن القصة القصيرة.
يشار إلى أن “أخت روحي” هي المجموعة القصصية الثامنة لعمار علي حسن، إلى جانب عشر روايات، وثلاثة كتب في النقد الأدبي، وعشرون كتابا في الاجتماع السياسي والتصوف، وسيرة ذاتية سردية، وتعد حول رواياته وقصصه ستة عشر أطروحة جامعية داخل مصر وخارجها.