تكنولوجيا

علماء الفلك يكتشفون بحيرات جافة على قمر زحل “تيتان”

فى أوائل القرن الحالى لاحظ فلكيون بقعًا لامعة غامضة على قمر كوكب زحل المدعو تيتان، قطر البقعة منها يفوق 4800 كم؛ وطالما تساءل الفلكيون: أهى دليل على وجود بحيرات أو بحار على ذلك القمر، ومؤخرًا ذهبت دراسة إلى أن تلك البقع بقايا بحيرات جفّت، مثيرة احتمالية وجود حياة فضائية فى مجموعتنا الشمسية.

قال جيسون هوفجارتنر، عالم الكواكب فى مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والمؤلف الأول للدراسة المنشورة فى مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، لموقع ساينس نيوز: “إن تيتان حتى الآن المكان الوحيد فى الكون كله الذى نعلم أنّ على سطحه سائلًا، كما الأرض.

ويعد تيتان ثانى أكبر أقمار نظامنا، وطالما كان محط انتباه الفلكيين؛ ففى أرصاد رصدتها مركبة كاسينى فى 2004 اكتشفت ناسا أن فيه نظامًا طقسيًّا نشطًا، لكن السُّحب تُمطر على سطحه ميثانًا، لا ماءً كما على الأرض –وإن كان هذا فى حالات نادرة جدًّا–؛ وبعض تلك الهيدروكربونات يُظن أنها مع مرور الزمن تجمعت فى تجمعات سائلة أكبر.

لكن ما حير العلماء أكثر أن تلك التجمعات السائلة متركزة حول قطبى القمر، لا فى المناطق القريبة من خطه الاستوائي.

فقال فريق ناسا مؤخرًا إن القيعان التى خلّفتها البحيرات الجافة هى الشيء الوحيد الذى يفسر الانعكاسات الاستوائية الغريبة الظاهرة بما حلّله من البيانات التى جمعها مرصد أرسيبو فى بورتوريكو ومرصد جرين بنك فى فرجينيا الغربية ومركبة كاسيني.

وذكر هوفجارتنر أن السائل ربما انتقل من خط الاستواء إلى القطبين ضمن نمط طقسى تيتانى أكبر يُدعى الدورة الميثانية؛ وربما أيضًا بخّره الإشعاع الشمسي.

لكن لِبُلوغ أجوبة حاسمة سيَلزم الانتظار إلى حين اكتشاف مزيد عن طبيعة تيتان الغامضة؛ ولهذا تخطط ناسا لإرسال مركبة شبيهة بالطيارات دون طيار إلى ذلك القمر بحلول العام 2034، ضمن بعثة دراجون فلاي.

ومع أنها لن تذهب إلى منطقة البحيرات الجافة فإن زيبى ترتل، عالمة الكواكب والباحثة المشرفة على بعثة دراجون فلاى، ترى أن هذا يتيح تنفيذ دراسةً جيولوجيةً تفيد فى فهم بيئة تيتان.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *