فاينانشيال تايمز: الصين تشدد إجراءات الإغلاق بعد عودة تفشى كورونا فى بكين
سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء الضوء على قيام السلطات الصينية بتشديد إجراءات الإغلاق والحظر في العاصمة بكين وإلغاء الرحلات الجوية وإغلاق المدارس في محاولة لوقف عودة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بالعاصمة.
ونقلت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن) عن مسئولين صينيين قولهم صباح اليوم بإنه تم اكتشاف 31 حالة اصابة جديدة خلال اخر 24 ساعة ليصل اجمالى عدد الاصابات التى تم اكتشافها فى المدينة خلال الايام الستة الماضية إلى 137 حالة.
وأشارت الصحيفة، نقلا عن بيانات رسمية صينية، إلى أن الزيادة في عدد الحالات تباطئت على مدى الأيام الأربعة الماضية ولم تشهد المناطق خارج المدينة ارتفاعا حادا في عدد الإصابات.
وارتبط تفشي الفيروس في بكين بسوق “شينفادي” المترامي الأطراف في غرب المدينة، والذي يورد معظم المنتجات الطازجة بالمدينة. فقد تم إغلاق السوق ومراقبة المجمعات السكنية في نفس المنطقة بعد أوامر بإغلاقها، كما تم إغلاق المدارس في جميع أنحاء العاصمة ومنع سيارات الأجرة من دخول المدينة أو مغادرتها.
وأفادت وسائل إعلام حكومية أن نحو 1300 رحلة جوية، ما يمثل 70 في المائة من الرحلات المغادرة من مطارين ببكين، قد ألغيت في صباح اليوم الأربعاء. فيما أعلن المسئولون ضرورة أن يخضع أي شخص يستقل طائرة لاختبار الحمض النووي، المصمم للكشف عن آثار الفيروس.
كما بدأ المسؤولون في المقاطعات الأخرى في تطبيق تدابير احتواء جديدة. فقد أعلنت منطقة “ماكاو” الصينية أن أي شخص سافر إلى بكين خلال الأسبوعين الماضيين سيخضع لفترة حجر صحي مدتها 14 يومًا مع مراقبة من الإشراف الطبي في منشأة حكومية.
وفي هذا، أبرزت “فاينانشيال تايمز” أن عددا من المحللين أعربوا عن تشككاتهم بأن الإجراءات الجديدة سيتم رفعها قريباً. وقالت سيرينا تشو الخبيرة الاقتصادية في شركة “ميزوهو سيكيوريتيز” للأوراق المالية: إنه في ضوء تفشي الفيروس من جديد في بكين خلال الآونة الأخيرة، نتوقع أن تستمر الإجراءات الاحترازية الصينية، مثل متطلبات الحجر الصحي وقيود السفر، لفترة طويلة.
وتابعت “فاينانشيال تايمز” تقول:” إنه على الرغم من أن أعداد الحالات الجديدة في بكين تتضاءل مقارنة بالأرقام في الولايات المتحدة، حيث يتم تشخيص آلاف الأشخاص بالفيروس يوميًا. لكن بكين، وهي المحور السياسي في الصين وموطن نخبة الحزب الشيوعي، كانت في حالة تأهب قصوى منذ بداية الوباء وحالت إلى حد كبير دون أن تغرق الأزمة أهم مدنها”.
كما اعتبر خبراء معنيون بهذا الشأن أن عودة تفشي فيروس كورونا المستجد في العاصمة الصينية ربما يحرج الحزب الشيوعي الحاكم، والذي ادعى النجاح في السيطرة على تفشي المرض مقارنة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.