يومًا بعد يوم، يجد العالم صعوبة متزايدة فى مواجهة فيروس كورونا، فبعد أن أغلقت العديد من الدول أبوابها بشكل كامل حيث أوقفت السفر منها وإليها وطبقت الحظر الكامل أملا فى احتواء الوباء، عادت التحديات تضرب من جديد بعد تخفيف الإجراءات، إذ لم تتوقف الإصابات حتى فى دول مثل نيوزيلندا التى كانت أنجح مثال للتعامل مع الجائحة.
وبعد أسبوع من إعلان انتهاء الحظر وعودة الحياة إلى طبيعتها لخلو البلاد من فيروس كورونا لقرابة الشهر، أعلنت نيوزيلندا عودة الإصابات وذلك بعد رجوع مواطنتين من المملكة المتحدة، ورغم بقائهما فى العزل إلا أنهما خرجتا بسياسة “العزل الرحيم”، أى قبل انتهاء الأسبوعين لزيارة قريب يحتضر، إلا أنه ثبتت إصابتهما فيما بعد بكورونا، ما أثار غضب شديد واتهامات بالفشل غير المقبول نظرًا لخروجهما دون اختبار.
وتتعقب السلطات الآن 320 شخصا ربما يكونوا اتصلوا بالحالتين، وأعلنت رئيسة الوزراء تولى الجيش مهمة الحجر الصحى لإعادة السيطرة على الحدود.
اريكا كريسب
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية إن عاملة صحة في فلوريدا أصيبت بفيروس كورونا مع 15 من أصدقائها بعد أن اجتمعت المجموعة وخرجت إلى حانة قبل عشرة أيام لأول مرة منذ شهور فى العزل الصحى.
وكشفت إريكا كريسب، 40 عامًا، أنها كانت تعاني من بعض الأعراض الكلاسيكية للمرض بما في ذلك ضيق التنفس قبل أن تأتى نتائج اختبارها للفيروس إيجابية.
وتمكنت كريسب من تحديد مكان ومتى أصيبت بالفيروس بعد خروجها لتناول مشروب إلى حانة “لينش” الأيرلندية في شاطئ جاكسونفيل بفلوريدا مع أكثر من 12 من أصدقائها في 6 يونيو.
لقد كانت مريضة لأكثر من أسبوع الآن بعد أن مرضت بعد ثلاثة أيام فقط من ذهابها.
كما تبين أن عددًا من العملاء الآخرين لديهم نتائج إيجابية للفيروس، وقام المدير العام بإغلاق المكان خلال عطلة نهاية الأسبوع لإجراء تنظيف عميق للمباني.
تم فحص 49 موظفا للكشف عن الفيروس، سبعة منهم جاءت نتيجتهم إيجابية.
أوضحت كريسب لـ News4Jax كيف تمسكت بشدة بقواعد التباعد الاجتماعي وبقيت في منزلها لأشهر “تفعل كل شيء بالطريقة الصحيحة”.
وقالت كريسب: “ثم في الليلة الأولى التى نخرج بها، نصاب. الشيء الوحيد المشترك بيننا هو أننا قضينا ليلة واحدة في هذا البار”.
وأضافت: “أعتقد أننا كنا مهملين وذهبنا إلى مكان عام عندما لم يكن يجب علينا ذلك. ولم نكن نرتدي كمامات. الولاية فتحت أبوابها وقالت إن الجميع بخير، لذلك استفدنا من ذلك، ولكن يبدو أننا كنا مخطئين”.
وأضافت: “يجب أن نرتدي كمامات. يجب أن نكون بعيدين اجتماعيًا”، “كان من السابق لأوانه فتح كل شيء”.
مصنع 2 سيسترز
أما فى بريطانيا، فقالت صحيفة: “ديلى ميل” إن فيروس كورونا اندلع فى مصنع بريطانى للحوم يوزع الدجاج لكنتاكى وتيسكو، حيث أصاب 100 عامل.
وأوضحت الصحيفة أن ما يقرب من ربع العمال البالغ عددهم 560 في مصنع “2 سيسترز” يعزلون أنفسهم بعد سلسلة من الحالات المؤكدة.
ويعالج أحد العاملين في المصنع فى المستشفى هو و12 شخصًا آخرين جاءت نتائجهم إيجابية، وفقا للصحيفة.
ووصف بادي ماكنوت، المسئول الإقليمي لشركة Unite، بأنه تفشي “كبير” في المصنع في شمال ويلز، مؤكدًا أن الشركة تأخذ هذا على محمل الجد.
وقال إن الوكلاء يعملون مع الشركة في الموقع لوضع تدابير وقائية، متابعا: “ولكن ليس هناك شك في أن الناس خائفون للغاية. إنهم قلقون بشأن إعادة الفيروس إلى المنزل لأفراد عائلاتهم الضعفاء، وهم قلقون بشأن التسبب فى زيادة الحالات في الجزيرة”.
وأوضحت “ديلى ميل” أن مجموعة “2 سيسترز” للأغذية هي واحدة من أكبر منتجي الأغذية في المملكة المتحدة، ولديها مواقع في جميع أنحاء البلاد وعلامات تجارية بما في ذلك Fox’s Biscuits و Holland’s Pies.
كما أنها تنتج حوالي ثلث جميع منتجات الدواجن المستهلكة يوميًا في المملكة المتحدة ولديها أكثر من 7000 عامل في مصانعها المتخصصة.
وقالت الشركة في بيان إنها “تعمل على توفير بيئة عمل أكثر أمانًا” في الموقع في شمال ويلز.
وكانت العاصمة الكورية الجنوبية، سيول من بين أوائل الدول التى شهدت عودة الإصابات بعد إعادة الفتح، حيث ارتبطت بزيارة شخص لملاهى ليلية، ما تسبب فى إصابة العشرات، الأمر الذى دفع السلطات لإعادة الإغلاق.
أما بكين، فكانت عودة وباء كوفيد-19 للانتشار، انطلاقا من بؤرة يُعتقد أنها سوق تشينفادي لبيع الأغذية بالجملة في العاصمة، سببًا لإثارة الذعر في عموم أنحاء البلاد بعدما نجحت الصين في السيطرة بشكل واسع على تفشي الوباء عبر إجراء عمليات فحص واسعة وفرض تدابير إغلاق في وقت سابق من العام.
