الأدب

ذكرى واقعة زاوية أبو مسلم .. كيف قضت 30 يونيو على حكم الإخوان الطائفى؟

لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد احتجاج شعبى على جماعة مستبدة، ساندها الجيش المصرى فقط، بل كانت طوق النجاة لإنقاذ مصر من الفاشية الدينية، وإجهاض أكبر مشروع لتأسيس دولة طائفية بمصر مبدأها السمع والطاعة للمرشد.

وكان نظام الإخوان وفترة حكم المعزول محمد مرسى العياط، واحدة من أكثر الفترات كارثية فى تاريخ مصر الحديث، والتى شهدت أحداثا طائفية مأساوية، لعل  أشهرها واقعة مقتل الشيخ الشيعى حسن شحاتة فى زاوية أبو مسلم إحدى قرى الجيزة، لتشهد مصر اقتتال المسلمين بين بعضهم البعض فى عهد الجماعة الإرهابية، فى 23 يونيو عام 2013.

لكن جاءت ثورة 30 يونيو، التى خرج فيها ملايين المصريين، وساندها الجيش المصرى، بعدما هدد الإخوان بحرق البلاد حافظا على حكمهم، لتقضى على دولة السمع والطاعة والولاء للمرشد التي كان يتبناها الإخوان، الذين اتخذوا من الإقصاء والتهميش والهيمنة على الخيرات منهجا، وأسسوا لمنهج الطائفية، بحرق الكنائس وقتل المسيحيين واختطائفهم، وهو وقائع لها تاريخ قديم مع الجماعة، لكن الجديد الذى قدموه هو اقتتال المصريين السنة والشيعة لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث.

ولفتت دراسة للباحث العراقى عزيز الدفاعى، قبل أسبوعين من عمليه الإعدام والسحل الطائفي خطب مرسي وسط الآلاف من السلفيين ومؤيدي القاعدة والجهاد الطائفي كرد فعل على هزائمهم في سوريا ناعتا ألشيعه (بالأنجاس والروافض) وهي دعوة تحريض طائفية علنية على القتل والتكفير وتعني صراحة إقدام أعلى سلطة في مصر على إهدار دماء مواطنيها هؤلاء في ظل احتقان سياسي وفوضى عارمة تهدد في إدخال مصر بدوامة عنف خطيرة تهدد بتمزيق قلب العروبة كاستمرار لفصول مشروع دويلات الطوائف التوراتي.

بحسب الباحث جاسم محمد فى كتابه “داعش والجهاديون الجدد”، فإن حادثة مقتل الشيخ حسن شحاتة جاءت فى أعقاب فتوى القرضاوى “أحد رموز الجماعة الإرهابية فى قطر” التحريضية بقتل الشيعة ومقاتلتهم ليعلن عن تحول جهاد السلفيين من الغرب وإسرائيل إلى الشيعة المسلمين.

وأشار الكتاب إلى أن هذه الحادثة الإجرامية والتى لم تشهد لها مصر مثيلا فى عصرها الحديث، تأتى كحلقة فى مسلسل الجرائم الطائفية فى عهد الإخوان ونتيجة مباشرة لتأجيج التعصب المذهبى وبدعم من الرئيس المعزول مرسى، والذى جاء حكمه ليفتح تأجيج طائفى بشكل واسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *