فى ميلاد آخر ملك بطلمى.. هل كان البطالمة فراعنة ولماذا أحبهم المصريون؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد بطليموس الخامس عشر أو قيصرون، نجل الملكة الشهيرة كليوباترا السابعة، من الإمبراطور الرومانى يوليوس قيصر، إذ ولد المعروف بقيصرون (قيصر الصغير) فى 23 يونيو 47 قبل الميلاد، ويعتبر آخر سليل ملوك الفراعنة البطالمة، جده الأكبر بطليموس الأول أحد قادة الإسكندر الأكبر وأمه هى كليوبترا ملكة مصر الشهيرة ووالده يوليوس قيصر إمبراطور روما وأحد أعظم القادة العسكريين والحكام فى التاريخ.
وتولت أسرة بطليموس حكم مصر حتى دخلها الرومان عام 30 ق.م، واستمر نحو ثلاثة قرون كاملة، وكان آخر البطالمة الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس عشر “قيصرون”، كانت المملكة البطلمية دولة هلنستية قوية، وخلال عصر هذه الدولة كانت الإسكندرية عاصمة ومركز للثقافة اليونانية، وكانت أيضًا مركزًا تجاريًا.
وحكم البطالمة بمبدأ أن مصر هى وطنهم وبلدهم، ولا بلد ولا وطن لهم سوى مصر، فقاموا بتسمية أنفسهم خلفاء الفراعنة، حتى يحصلوا على اعتراف من المصريين أنهم حكامها، ولكن مع مرور الوقت امتزج البطالمة ذوو اصول الإغريقية مع التقاليد والعادات المصرية، وقاموا بتصوير أنفسهم على المعالم الأثرية العامة على النمط المصرى القديم، وارتدوا الملابس المصرية، وشاركوا أيضًا فى الحياة الدينية المصرية، وهذا ساعد أيضًا من تزاوجهم من المصريين، ولهذا أحب المصريون القدماء البطالمة، واعتبروا أن ملوكهم أمتدادا لملوك الفراعنة العظام.
وبحسب كتاب “بداءة عصر البطالمة” للمؤلف إسماعيل مظهر، كانت مصر قبل مجيء البطالمة ترزح تحت الاحتلال الفارسى الذى اتخذ منذ يومه الأول نهجًا عدائيًّا تجاه ثقافة المصريين وعقائدهم، حيث سخر الفرس من أديانهم؛ فدنسوا المعابد وأبطلوا الشعائر الدينية، كما فرضوا دينهم على المصريين قسرًا، ناهيك عن العلاقة السيئة والمتوترة على الدوام بين الإدارة الفارسية والمصريين، لذلك رأى المصريون فى حملة “الإسكندر الأكبر” نوعًا من التحرير؛ خاصة بعد ما أظهره “البطالمة” من احترام لمعبودات المصريين القديمة.
ووفقا لمقال لعالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، بعنوان “البطالمة أصبحوا مصريين.. لكننا لم نصبح بطالمة!”: اعتبروا البطالمة أنفسهم مصريين، لبسوا ملابسهم وعبدوا آلهتهم، وبدأوا فى تعلم اللغة المصرية القديمة التى ظلت لغة رسمية للمكاتبات الحكومية إلى جانب اليونانية القديمة، فكان المرسوم الملكى يكتب ويسجل أولا باللغة المصرية القديمة بخطيها الهيروغليفى (النقش المقدس) والديمطيقى (الخط الشعبي)، ثم يسجل باللغة اليونانية القديمة.
وتابع: ” البطالمة الذين حرصوا على تصوير أنفسهم على الآثار المصرية القديمة وكتابة أسمائهم داخل الإطار الملكى المعروف باسم “الخرطوش” وقد عرف البطالمة منذ البداية الوتر المهم للمصريين وهو الوازع الدينى القوى لديهم، فقاموا بتغذية هذا الوازع بإقامة الأعياد الدينية والاحتفالات المتتالية لمناسبات دينية مختلفة.. وكذلك تشييد المعابد وتجديد المقاصير التى أصابها الزمن، وقربوا بين آلهة اليونان وآلهة المصريين، وتقبل المصريون الآلهة اليونانية ضمن مجمعهم الديني”.