بوتين: قمة الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن قد تقدم حلولا للتحديات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موضوعي الاقتصاد العالمي والأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد سيكونان الموضوعان الرئيسيان في الاجتماع القادم لقادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن عقد القمة قد يساعد في إيجاد حلول للتحديات الحديثة.
وأضاف بوتين – في مقال نشرته مجلة (ناشيونال إنتريست) الأمريكية الخميس – “يمكن لقمة تجمع كل من روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا أن تلعب دورا مهما في إيجاد حلول مشتركة للتحديات والتهديدات الحديثة وإظهار التزامنا المشترك بروح التحالف والأفكار والقيم الإنسانية التي حارب من أجلها آباؤنا وأجدادنا”.
وتابع: قدرتنا على العمل معا كشركاء حقيقيين ستظهر مدى خطورة عواقب الوباء ومدى سرعة خروج الاقتصاد العالمي من الركود، معربا عن أمله في أن يعقد لقاء زعماء الدول النووية الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة في أقرب وقت، وشكر رؤساء هذه الدول على تأييدهم للمبادرة الروسية الداعية إلى عقد القمة.
وأوضح الرئيس الروسي أن موسكو لديها أفكار ومبادرات للاجتماع القادم لقادة القوى النووية الخمس، وقال “إن جدول أعمال قمة الخمس القادمة التي اقترحتها روسيا مهم للغاية وذات صلة ببلادنا والعالم بأسره، فلدينا أفكار ومبادرات محددة بشأن جميع القضايا”.
وأكد بوتين ضرورة إجراء مناقشة مفتوحة للحفاظ على السلام وتعزيز الأمن العالمي والإقليمي والحد من الأسلحة الاستراتيجية، فضلا عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف وغيرها من التحديات والتهديدات الرئيسية، والتشديد على أنه من غير المقبول المقبول تحويل الاقتصاد إلى أداة ضغط ومواجهة.
وتطرق الرئيس الروسي – في مقاله – إلى اتفاقية ميونيخ، إذ اتهم عددًا من السياسيين الأوروبيين وخاصة السياسيين البولنديين بمحاولة وضع اتفاق ميونيخ على تقسيم تشيكوسلوفاكيا “تحت السجادة”.
وكتب بوتين “اليوم يريد السياسيون الأوروبيون وبشكل خاص القادة البولنديون نسيان اتفاقية ميونيخ وإخفائها -تحت السجادة-، وحقيقة أن بلدانهم انتهكت التزاماتها ذات مرة ودعمت اتفاقية ميونيخ وحتى أن بعضهم شاركوا في القسم ليست السبب الوحيد، فهناك سبب آخر وهو أنه من المحرج أن نتذكر أنه في تلك الأيام الدرامية لعام 1938 كان الاتحاد السوفييتي هو الوحيد الذي دافع عن تشيكوسلوفاكيا”.
وشدد الرئيس الروسي على أنه لا توجد وثائق أرشيفية تؤكد افتراض أن الاتحاد السوفييتي كان يعتزم بدء حرب وقائية ضد ألمانيا، مشيرا إلى أن “القيادة العسكرية للاتحاد السوفيتي اتبعت العقيدة التي مفادها أنه في حالة العدوان، كان على الجيش الأحمر أن يستجيب بسرعة للعدو ويشن الحرب الهجومية ويشن الحرب على أراضي العدو، ومع ذلك فإن هذه الخطط الاستراتيجية لا تعني أي نية لمهاجمة ألمانيا أولاً”.
ولم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود وثائق مؤامرة سرية بشأن الحرب العالمية الثانية، ودعا جميع الدول إلى إتاحة الوصول إلى الأرشيف، وقال “لا تزال المواد المتعلقة بالمفاوضات الأنجلو-ألمانية السرية غير مطلع عليها، لذلك نحث جميع الدول على تكثيف عملية نشر أرشيفاتها ونشر وثائق لم تكن معروفة من قبل عن الحرب وفترة ما قبل الحرب كما فعلت روسيا في السنوات الأخيرة، وفي هذا السياق نحن على استعداد للتعاون الواسع ومشاريع البحث المشترك بمشاركة المؤرخين”.
يُشار إلى أن اتفاقية ميونيخ هي اتفاقية تمت في ميونيخ في 30 سبتمبر 1938 بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وكانت بمثابة تسوية تسمح بضم ألمانيا النازية لمنطقة السوديت التابعة لـتشيكوسلوفاكيا والتي يعيش فيها مواطنون ناطقون بالألمانية في محاولة لاحتواء ألمانيا النازية وتجنب اندلاع حرب عالمية أخرى.