من التعذيب والاعتقال إلى العودة لأرض الوطن.. ماذا قال المصريون العائدون من ليبيا؟
بالزغاريد والطبل البلدي وهتافات «تحيا مصر» استقبل أهالى «كوم الرمل» بمركز سمسطا غرب في بنى سويف، الخميس الماضي، 23 من أبنائهم كانوا محتجزين من قبل إحدى الميليشيات المسلحة في ليبيا.
القصة بدأت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين الماضي، حين أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة لعمليات تعذيب وحشي وإهانة تعرّض لها عمال مصريون في ليبيا، بعد اعتقالهم من قبل ميليشيا مسلحة تابعة لقوات حكومة الوفاق. وانتهت بعد أقل من 72 ساعة، بوصول الـ23 مصريًا إلى منفذ السلوم البري، الخميس الماضي، بعد نجاح الأجهزة المعنية، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، في إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى أرض الوطن سالمين آمنين.
وفي السطور التالية، ترصد «المصري اليوم»، شهادات هؤلاء العمال حول تفاصيل وقوعهم بين يدي العناصر المسلحة، ومتى تم الإفراج عنهم، كيف كانت تفاصيل رحلة إعادتهم إلى مصر؟.
وفقًا لشهادة الحاج، رجب عبدالصمد محمد سعد، 45 عامًا، الذي يعمل في الأراضي الليبية كـ«مبيض محارة» منذ 25 عامًا، فإن الـ 23عاملًا هم جميعًا من أبناء قرية «كوم الرمل»، التابعة لمركز سمسطا بمحافظة بني سويف، وأنهم كغيرهم من أبناء القرية البسطاء اعتادوا أن يسلكوا طريقهم إلى ليبيا عبر رحلات برية غير شرعية بحثًا عن فرص عمل.
وقال «عبدالصمد» إن «النزاعات المسلحة التي نشبت بين الفصائل الليبية منذ العام 2011 لم تمنع آلاف المصريين من مزاولة عملهم هناك، طالما كانوا مضطرين للتمسك بلقمة العيش».
وذكر أنه وزملائه الـ22 كانوا يسكنون، منزلًا مستأجرًا بمدينة ترهونة غربي ليبيا، تحديدًا لدى شارع بني وليد، الشهير بكونه منطقة تمركز المصريين بترهونة، لافتًا إلى أن منطقة ترهونة كانت تتمتع بسكون نسبي، نظرًا لأنها كانت بعيدة عن بؤر النزاعات المسلحة، وأن أزمة المصريين هناك بدأت فقط منذ أسبوعين، وتحديدًا عقب بدء المناوشات المسلحة بداية الشهر الجاري، ما أدى إلى حصارهم ثلاثة أيام متواصلة داخل منزلهم.
وتابع «عبدالصمد» أن حالة الانفلات الأمني وضعته وزملائه تحت طائلة عناصر مجهولة هاجمت منزلهم للسرقة، ما دفعهم للفرار إلى منزل يسكنه عمال مصريون في مدينة مسلاتة (تبعد عن ترهونة 80 كيلو متر) عقب ثلاثة أيام.
حصار ترهونة أرغمهم على التفكير في العودة لمصر
أيد الرواية ذاتها، على نادي سمير علواني، وهو عامل بناء، يبلغ 33 عامًا، يعمل في صب الخرسانة منذ 17 عامًأ، لافتا إلى أن «منطقة مسلاتة كانت أهدأ نسبيًا من ترهونة»، مؤكدا أنهم وصلوا هناك، الاثنين 8 يونيو الجاري، لكن نظرًا لطبيعة مسلاتة الجبلية وجهلهم بتفاصيلها الجغرافية، وجدوا أنفسهم محاصرون خلف جدران منزل زملائهم، لذا قرروا العودة إلى مصر، وأبرموا اتفاقًا مع ثلاثة سائقين ليبيين، بمدينة مسلاتة، لإعادتهم إلى مصر بريًا، مقابل ألف دينار ليبي من كل عامل، أي حوالي 11،500 جنيه مصري.