عادل البيجاوي يقدم قراءة في إحصائيات كورونا.. تساؤلات حتمية للدراسات المستقبلية (7)
الإحصائيات ليست مجرد قراءة سطحية للأرقام، ولكنها قراءة متعمقة لما وراء الأرقام ودلالاتها الإحصائية، وكلها نقاط تثير فضول أي باحث كما أن البحث فيها يُوجد علاقات وإجابات على كثير من الأسئلة، والتي قد تكشف أغوار فيروس غامض يجتاح العالم في أكبر جائحة تهز البشرية في عصر ظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها فجاء هذا المتناهي الصغر ليهز عروش ويهزم اقتصاديات، والمتعمق في الدلالات الإحصائية والأنباء المتلاحقة لأعداد الإصابات والوفيات بالتزامن مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس لا يزال يتسارع حول العالم، متوقعة أن تدوم آثاره الاقتصادية والاجتماعية لعقود، يجد كثير من الأسئلة تحتاج إلى دراسات مستقبلية، للوصول إلى أجوبة قد تكشف أسرار أقوى وأعقد جهاز دفاعي على وجه الأرض “جهاز المناعة البشرية”،
فالسؤال الأول الذي تقتضيه الدلالات الإحصائية هو لماذا يُصاب البعض بالفيروس ولا تظهر عليه أي أعراض سوى بعض أعراض نزلة برد خفيفة وما سر مناعتهم التي تقيهم هذا الغازي دون أن تشعرهم بأي شيء،
والسؤال الثاني لماذا عند إجراء تحاليل لبعض الأشخاص نجد أن لديهم أجسام مضاده بما يعنى تعرضهم للفيروس واكتساب مناعة ضده دون أن تظهر عليهم أي أعراض إطلاقًا، وبالمناسبة فإن هذه المفاجأة السعيدة تدعم لجوء بعض المنظمات الصحية إلى تطبيق اسلوب مناعة القطيع لنشر مناعة ضد الفيروس وهو ما انتهت إليه كثير من الدول بضروره قبول التعايش مع الفيروس و بناء مناعة مجتمعية ضده بمرور الوقت.
السؤال الثالث لماذا يصاب البعض بالمرض ويموتون، ومن العجب أنهم يموتون من فرط استجابة الجهاز المناعي نفسه الذى قد يقتل صاحبه فى معركه مقاومة الفيروس من فيض استجابة مناعية تُغرق رئة المريض فى سوائل مناعية تؤدى إلى فشل تنفسى وتدمر المناعة ذاتها أعضاء أخرى في جسم المريض “الكلى و الكبد” وتقتل المناعة الجسد فى وقت كانت تدافع عنه
السؤال الرابع كبار السن المصابين بأمراض مزمنة أكثر عرضة للوفاه وهذا موثق ويبدو للتأثير السلبى لهذه الامراض على المناعة ذاتها – وهذا مفهوم – لكن بعض الحالات تصل أعمارها إلى ما يقترب من 100 سنة وتدخل إلى الرعاية المركزة وتخرج خلال أيام قليلة فهل هو استثناء يؤكد القاعدة أم أن هناك سرًا خفيًا فى هذه الحالات .
السؤال الخامس هو ما تفسير ارتفاع نسبة الوفيات في الأمريكان من أصل إفريقي وآسيوي عنهم من البيض في الولايات المتحدة الأمريكية؟ كذلك من المُلاحظ أنه في المملكة العربية السعودية ترتفع عدد الحالات لتصل إلى أكثر من 70% من الحالات فى المقيمين، وليس أبناء المملكة، وحالات المملكة العربية السعودية تُعتبرمن أقل نسب الوفيات في العالم فى ظل هذه الجائحة فهل للفيروس استعداد جينى لعرق او جنس.
السؤال السادس ما الآثار المستقبلية بعيدة المدى لانتشار هذا الفيروس، حيث بدأت تظهر دراسات تتنبأ بآثار سلبية للفيروس على الأطفال في زيادة فرص الإصابة بمرض كاواساكي، وهو مرض متلازمة العقدة الليمفاوية المخاطية الجلدية الذي يؤثر على الأطفال دون سن الخامسة، وفقًا لإدارة الصحة الوطنية البريطانية NHS، مما قد يؤدي إلى أزمة قلبية وأمراض القلب مثل الإصابات المؤثرة في الشرايين التاجية أو الدماغية، وأحيانًا نزيف داخلي.
السؤال السابع هل هناك علاقة بين هرمونات الذكورة ومرض COVID- 19، حيث لوحظ أن الفيروس يصيب الرجال بنسبة أكثر من السيدات قد تصل إلى ثلثي الحالات، وأشارت الدراسات أن الفيروس يصيب خصية الرجال، وقد يُحدث التهاب في الخصية بأعراض واضحة أو بدون أعراض أحيانًا.
السؤال الثامن ما الآثار المستقبلية للإصابة بالفيروس على وظائف الخصية، والقدرة الإنجابية للذكور، وإنتاج الحيوانات المنوية بما قد يهدد خصوبة الرجال التي يلاحظ المتخصصون انخفاضها بشدة في الفترة الأخيرة وبدون تأثيرات الفيروس، فهل نتوقع زيادة في حالات عقم الرجال، ومشاكل طبية أخرى، وهل سيؤثر الفيروس على الجنس البشري وبقاؤه.