مدبولي: لدينا خطة تحرك تستهدف القطاعات الواعدة والحيوية
هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الشعب المصرى بحلول الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو المجيدة، وذلك في بداية كلمته التي ألقاها في الاحتفالية التي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالحضور لافتتاح عدد من المشروعات الكبرى، قائلاً «تلك الثورة التي خرج فيها عشرات الملايين من جموع الشعب المصرى من أجل إنقاذ بلادهم من الانزلاق إلى سيناريو لا يعلم مداه إلا الله، وإلى اين ستؤول الأمور في مصر، مشيراً إلى ما تمر به بعض الدول المجاورة من ظروف، لكن وعى الشعب المصرى هو الذي أنقذ بلدنا من هذا المصير الذي كان من الممكن أن تنزلق اليه.
وأشار رئيس الوزراء، في كلمته، إلى أننا نشهد خلال هذه الفترة إكتمال 6 سنوات من مسيرة العطاء والجهد والعمل الشاق والدؤوب تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحاً أن ما تنفذه الدولة المصرية من جهد وعمل خلال هذه الفترة يعد عملا غير مسبوق، حيث يصل حجم المشروعات التنموية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الست الماضية، وما زالت مستمرة في تنفيذها تتجاوز اجمالى استثماراتها 4.5 تريليون جنيه، في مختلف المجالات والقطاعات الحياتية والاقتصادية، مؤكداً على أن هذه المشروعات ساهمت جنباً إلى جنب مع برنامج الاصلاح الاقتصادى، في تحقيق نسب نمو غير مسبوقة في تاريخ مصر، وكذا إحداث طفرة كبيرة في الاداء الاقتصادى الذي مكننا من الصمود حتى هذه اللحظة في مواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.
رؤية الحكومة للعمل في ظل أزمة فيروس كورونا
واستعرض رئيس الوزراء، خلال كلمته، رؤية الحكومة للعمل في ظل أزمة فيروس كورونا، التي لم يمر بها العالم منذ أكثر من مائة عام، وما هي خطط الدولة للعمل خلال هذه المرحلة، كى تستمر مسيرة العمل والتقدم كما كانت قبل الأزمة والعمل على التحرك لمستوى أفضل، موضحاً أن الدراسات تشير إلى حدوث انكماش على مستوى العالم في القطاع الاقتصادى بنسب لا تقل عن 4.5 أو 5 %، أي أن الاقتصاد سينمو بالسالب، فضلاً عن حدوث تراجع في حركة السياحة والطيران على مستوى العالم بنسبة تصل إلى 80% خلال عام 2020، وايضاً حركة الملاحة والتجارة العالمية متوقع أن تنخفض بنسب تتراوح ما بين 13 و30% على مستوى العالم، هذا إلى جانب انخفاض متوقع في حجم الاستثمار الاجنبى المباشر على مستوى العالم يصل إلى 40%، مشيراً إلى أن هذه التوقعات جميعها تضع ضغطا وعبئا على اقتصاديات الدول المختلفة سواء المتقدمة أو النامية، بما فيها مصر، قائلا: «وبالتالى من أول لحظة كانت أعيننا كيف سنتعامل مع هذه الجائحة غير المسبوقة، والحفاظ على ما حققه اقتصادنا من معدلات خلال الفترة الماضية».
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاقتصاد المصرى قبل حدوث أزمة فيروس كورونا، شهد إشادة واسعة من مختلف المؤسسات الاقتصادية الدولية، التي أكدت على أن الاقتصاد المصرى يسير على الطريق الصحيح، وأن مصر تخطو خطوات كبيرة في طريق التقدم والتنمية، مضيفاً أن ما حققه الاقتصاد المصرى من معدلات للنمو ما زالت تعد أفضل على مستوى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، هذا إلى جانب ما سجله الاحتياطى النقدى الاجنبى من ارتفاع تجاوز 45.5 مليار دولار، موضحاً أنه كان من المستهدف خلال العام المالى الحالى 2019/2020 الوصول بنسبة النمو إلى ما لا يقل عن 5.7%.
وأشار إلى أن هذه الارقام كانت محققة بالفعل حتى شهر فبراير الماضى، حيث وصل معدل النمو في يناير وفبراير الماضى إلى 5.9%، حتى جاءت أزمة فيروس كورونا، والتى أثرت بالسلب على عدد من المناحى الاقتصادية، ولكن مع حدوث هذه التداعيات من المتوقع أن يصل معدل النمو للعام المالى 2019/2020 إلى حدود الـ 4%، وهو ما يعد رقما كبيرا مقارنة بما ستصل إليه الارقام الخاصة بعدد من الدول الاخرى التي من الممكن أن تحقق أرقاما سالبة بمعدلات النمو.
وأوضح مدبولى أن هناك تقديرات من جانب عدد من المؤسسات الدولية للرؤية الاقتصادية ما بعد عام 2019/2020، بداية من يوليو القادم، تشير إلى أن دول منطقة الشرق الاوسط ستنمو بطريقة منكمشة أو سالبة، فيما عدا مصر التي ستشهد حدوث نسب نمو إيجابية خلال تلك الفترة، مؤكداً على أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة وجود رؤية واضحة وخطط تنفيذية للتعامل مع تداعيات هذه الازمة خلال المرحلة المقبلة، والسعى للخروج منها بأقل تأثير سلبى على الاقتصاد المصرى، وذلك بالتطابق مع رؤية مصر «2030»، التي تستهدف الوصول بمصر خلال الـ 10 سنوات القادمة إلى أن تكون الافضل في مختلف مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية والادارية.
وشدد على أن الدولة بكافة أجهزتها تعمل على تنفيذ هذه الخطط للوصول إلى الهدف المنشود، واضعين نصب أعيننا الخطط طويلة ومتوسطة المدى، إلى جانب العمل على تنفيذ الخطط قصيرة المدى التي تتعلق بالمستهدف تنفيذه خلال السنوات القليلة القادمة، بما يضمن عدم تأثر الاقتصاد المصرى بالظرف الاستثنائى شديد القسوة الخاص بأزمة فيروس كورونا.
خطة التحرك الحالية: