خبراء بالمنطقة العربية ينصحون بكيفية إدارة مرض السكرى خلال «كورونا»
خلال ندوة إلكترونية بعنوان «إدارة مرض السكرى من النوع الثانى خلال وباء كورونا»، شارك نخبة من خبراء الرعاية الصحية فى مصر والدول العربية، للتعريف بأحدث المستجدات المتعلقة بإدارة مرض السكرى خلال فترة انتشار وباء كورونا، خاصة وأن المصابين بمرض السكرى والأعراض التى تصيبهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات «كوفيد- 19»، وتشير بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع فى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن 40% من حالات الوفاة الناجمة عن وباء «كوفيد- 19» فى الدولة كانت من مرضى السكرى.
وتشير إحصاءات الاتحاد الدولى للسكرى، إلى أن عدد مرضى السكرى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبلغ 39 مليون نسمة، فى ظل توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 82 مليون نسمة بحلول العام 2045. ونظراً لأن مرض السكرى من النوع الثانى يعد من عوامل الخطورة المسببة لحالات شديدة من وباء كورونا، يحثّ المتخصصون المرضى على اتخاذ خطوات احترازية إضافية لحماية أنفسهم من الوباء، كما يتعين على مرضى السكرى من النوع 2 أيضاً الانتباه جيداً لمستويات الجلوكوز فى الدم ومراقبتها بانتظام لتجنب المضاعفات الناجمة عن ارتفاعها أو انخفاضها، والمسارعة إلى استشارة الطبيب فى حال ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
وأشار الدكتور يحيى غانم، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر فى جامعة الإسكندرية وعضو اللجنة القومية للسكر، إلى مضاعفات مرض السكرى من النوع الثانى على القلب والأوعية الدموية والكلى، وتشمل هذه مضاعفات تصيب العينين (اعتلال الشبكية) وقد تؤدى إلى فقدان البصر، والكلى (اعتلال الكلى) وقد تؤدى إلى الفشل الكلوى، والأعصاب (اعتلال الأعصاب)، واضطرابات «القدم السكرية» التى قد تتسبب فى التهابات حادة.
وتابع: تشمل المضاعفات القلبية الوعائية: الجلطة والفشل القلبى، واحتشاء عضلة القلب وأمراض الشرايين التاجية وتصلب الشرايين. وأشار الدكتور غانم إلى دراسة طبية أحدثت نقلة نوعية فى إدارة مرض السكرى من النوع الثانى، وخاصة الحد من الاعتلالات القلبية الوعائية عموماً مثل تأخير تطور المرض، وبالتالى تقليص احتمالات الحاجة إلى الإسعاف نتيجة الفشل القلبى، والحد من أمراض القلب والأوعية الدموية والحد من الحاجة إلى دخول المستشفى والوفيات الإجمالية لدى مرضى السكرى من النوع الثانى.
وقال الدكتور محمد حسنين، استشارى أول فى الغدد الصماء والسكرى فى مستشفى دبى، بالإمارات العربية المتحدة: يعد المصابون بمرض السكرى والأعراض المرافقة له أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات «كوفيد- 19». وفى واقع الأمر، تشير بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فى دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن 40% من حالات الوفاة الناجمة عن وباء «كوفيد- 19» فى الدولة كانت من مرضى السكرى، ومن هنا تأتى أهمية توعية المرضى حول الإدارة الذاتية لمرض السكرى ومضاعفاته، خاصة خلال هذه الفترة. فالمرضى الذين يتعايشون مع مرض السكرى ويهملون علاجه يواجهون خطر الإصابة بالفيروس أكثر من مرضى السكرى الخاضع للعلاج. ومن هذا المنطلق، تتمثل أولويتنا الحالية فى ضمان التحكم بمرض السكرى من النوع 2.
الدكتورة باولا عطا الله، إخصائية الغدد الصماء فى مستشفى جامعة سانت جورج، لبنان: يمكن لمستويات التوتر المرتفعة واضطرابات النظام الغذائى والنشاط البدنى خلال وباء «كوفيد- 19» أن تؤدى لتفاقم حالة مرضى السكرى من النوع 2. ولذلك، ينبغى على المرضى متابعة حالتهم الصحية بشكل منتظم عبر مراجعة أطبائهم افتراضياً، والالتزام بنظام غذائى صحى والتمارين الرياضية، وتخزين الإمدادات الطبية، إضافة إلى تخصيص رمز اتصال سريع للطوارئ عند الضرورة القصوى.