الأدب
100 لوحة عالمية.. “العاشقان” الحب فى زمن الأوبئة
نشاهد، اليوم، لوحة “العاشقان” للفنان رينيه ماجريت، والتى أبدعها فى عام 1928، وهذه اللوحة يمكن قراءتها بأكثر من طريقة، يراها البعض مناسبة تماما للحب فى زمن الأوبئة، ويراها آخرون تفسيرا لمقولة “الحب أعمى” بينما يعتقد البعض أنها صورة قديمة ظلت عالقة فى ذهن الفنان تتعلق بيوم موت والدته.
انتحرت والدة رينيه ماجريت، ألقت بنفسها من على الجسر، وعندما عثروا على جثتها كان يلتف على وجهها الوشاح الحريرى الذى كانت تضعه على عنقها، ولم ينس “رينه” وجه أمه المستتر بهذا الوشاح أبدا، وبدأ يظهر فى أعماله الفنية.
يقول إبراهيم العريس عن رينيه ماجريت، إنه ولد فى بروكسيل عام 1898، وبدأ منذ صباه يمارس هواية فنية نهلت من الكلاسيكية الفلامنكية، وطبعت عمله بطابع مدرسى، حتى كان عام 1923، إذ اكتشف الفنان المجتهد الشاب أعمال الرسام الإيطالى السوريالى جورجيو دى كيريكو، فإذا بتلك الأعمال تُحدث لديه انقلاباً كبيراً فى رؤيته واختياراته، وتُوجّهه نحو تبنى التيار السوريالى، الذى سيتبناه حتى النهاية فيكون علماً على أعماله ويكون هو واحداً من كبار أعلامه، إلى جانب دالى وايف تانجى وماكس آرنست، وغيرهما.
أمّا فى بلجيكا، فيعد “ماجريت” على الدوام كبير المدرسة السوريالية إذا استثنينا فن بول دلفو ذا الطابع السوريالى الرومانسى.
إذا أسقطنا من مسار رينيه ماجريت فترة أربعة أعوام (1943 – 1947) حاول خلالها أن يحقق لوحات انطباعية حديثة ففشل فى ذلك، يمكننا أن نقول مع مؤرخى فن ماجريت، وكاتبى سيرة حياته، إنه ظل طوال عمره أمينا لأسلوب “بارد يقترب من أسلوب الخداع البصرى”، وتمتزج فيه الغرابة بتعمد إثارة القلق، والأسرار بالفكاهة السوداء، وتلك هى، على أى حال، العناصر الأربعة التى شكّلت وتشكّل أساس التيار السوريالي.