الجندى المجهول.. جورج إيفرست صاحب أعلى جبل على وجه الأرض
هل تساءلت يومًا ما عن سبب تسمية أعلى جبل على وجه الأرض باسم “جبل إيفرست”، ربما لا يعرف الكثيرون أن السبب فى هذه التسمية هو المساح جورج إيفرست، الذى ولد عام 1790، وعمل كمساح عاما للهند فى الفترة من سنة 1830 إلى 1843.
جورج إيفرست
ولد عام 1790، وقد ظهرت علامات اهتمامه بالسمح خلال تواجده فى المدرسة العسكرية فى انجلترا، حيث تفوق الشاب فى تدريبه الهندسى وبدأ فى جولة لسبع سنوات فى البنغال من 1806 إلى 1813، وفى عام 1814 انتقل إلى جزر الهند الشرقية الهولندية حيث ساعد فى إكمال المسح المثلثى لجزيرة “جافا” الأندونيسية لمدة عامين، ولكنه عاد بعد ذلك انتقل إلى الهند فى عام 1818 حيث قضى السنوات الـ 25 فى مساعدة البريطانيين لإعداد خريطة لشبه القارة بأكملها.
وخلال تواجده فى الهند التقى هناك بصديق قديم له كان قد عمل معه فى عام 1806 فى مسح البنغال، وهو العقيد “ويليام لامبتون”، لكن الاخير توفى عام 1823 مما أعطى “إيفرست” فرصة لإظهار ما تعلّمه، وسرعان ما أصبح مساحاً عاماً للهند فى عام 1830 مما سمح له بالحصول على المزيد من الموارد لمواصلة مسح البلد على مستوى أوسع.
وقد تمكن ايفرست من الحصول على قياسات دقيقة لهذا البلد واسع المساحة، إلا أن إيفرست تقاعد من منصبه كعقيد فى الجيش سنة 1843، ونتيجة لعمله الشاق تم تسمية جبل إيفرست تيمنا به فى عام 1856.
سبب تسمية سلسلة الجبال بهذا الاسم
فى سنة 1865، كرّمت الجمعية الجغرافية الملكية إيفرست بإطلاق اسمه على قمة إيفرست، أعلى قمة فى العالم، رغم اعتراض إيفرست نفسه، وقد اضطلع بمسح هذه القمة أندرو سكوت ووه، الذى خلف إيفرست فى منصب مسّاح عموم الهند، وفى ذلك الوقت قدر ارتفاع الجبل بمقدار 29002 قدم. ولكن عندما قيس ارتفاعه فى فترة حديثة نسبيا وباستخدام مقاييس حديثة بلغ ارتفاعه 29028 قدما.
جبل ايفرست
هو أعلى جبل على وجه الأرض، حيث يرتفع إلى حوالى 9كم عن سطح البحر، وهو أحد الجبال التى تتكوّن منها سلاسل جبال الهملايا، على حدود الصين “التبت” ونيبال “ساجارماثا” وشمالى الهند، وقد شهدت عشرينيات القرن السابق إقبالا من المتسلقين الذين رغبوا فى الوصول للقمة الأعلى.
ولم تنجح عدة حملات، وخاصة البريطانية منها، فى الوصول من جهة الشمال، حيث أوقعت الظروف الجوية القاسية أول الضحايا، كان من بينهم جورج مالورى وأندرو إيرفين فى عام 1924، ولا يعرف على وجه اليقين إن كانا قد وصلا إلى القمة، وفى عام 1950، رخصت نيبال بالوصول إلى القمة من الجنوب ما سمح بتسلق التلال الجنوبية الشرقية، الأقل خطورة.