تمنت الخروج الممتع.. شلل وعجز وخيانة هكذا كانت حياة التشكيلية فريدا كاهلو
فنانة تشكيلية شهيرة، مرت بالعديد من الظروف الصعبة التى كان من الصعب أن تنمى موهبتها، ولكنها استغلت ذلك فى الإبداع، هى فريدا كاهلو، التى تحل اليوم ميلادها، إذا ولدت فى مثل هذا اليوم 6 يوليو من عام 1954، ورغم رحيلها عن عالمنا منذ 13 يوليو 1954، إلا أنها لا تزال إحدى أعظم رسامى القرن العشرين.
ولدت فريدا كاهلو باسم ماجدالينا كارمن فى أحد ضواحى مدينة كويوكوان فى مكسيكو سيتى، العاصمة الفيدرالية لدولة المكسيك، كان والدها مصور ألمانى هاجر إلى المكسيك التى قابل فيها والدتها – ماتيلدا – التى كانت من أصل مكسيكى، كان لفريدا أختان أكبر منها اسمهما ماتيلدا وأدريانا وأخت أصغر منها اسمها كريستينا التى كانت تصغرها بعامٍ واحد.
أول الظروف الصعبة التى تعرضت لها فريدا كاهلوا وهى فى عمر السادسة حيث أصيبت بشلل الأطفال الذى تسبب فى جعلها طريحة الفراش لتسعة أشهر ولم تعالج منه بالكامل حيث تسبب فى إعاقة فى رجلها اليمنى ونتج عنه عرج يظهر عند مشيها، كان لهذا شديد الأثر فى نفسها حيث كانت ترتدى الجوارب الصوفية دائمًا كى تخفى هذه الإعاقة.
أما عن الأمر الثانى الذى تعرضت له كان فى 17 سبتمبر 1925 وهى على متن حافلة التى اصطدمت بالترام، ونتج عن ذلك أن دخل سيخ حديدى فى فخذها وخرج من الناحية الأخرى، حيث عانت من كسور فى العمود الفقرى والحوض ظلت بسببها فى المستشفى لأسابيع ثم عادت إلى المنزل الذى بقيت فيه طريحة الفراش لمدة عامٍ كامل.
صورة لفريدا كاهلو مع زوجها
وكان أمام والدتها أن تخرجها من تلك الحالة النفسية التى لحقت بها جراء تلك الحادثة، فأحضرت لها سريرًا متحركًا ومرآة فى سقف غرفتها، كانت فريدا ترى وجهها طوال الوقت، فطلبت فريدا أوراق وألوان وبدأت فى استخدام ريشة الرسم والألوان وشرعت يوميًا فى رسم صورتها فأصبحت شغوفة بالرسم رغم عدم دراسته أكاديميًا، بل فقط من خلال الدروس الخصوصية.
فكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال، ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
تزوجت فريدا كاهلو من الرسام المكسيكي دييجو ريفيرا فى 21 أغسطس 1929 وقد كان عمرها 22 سنة، وهو يكبرها بـ 20 عاما.
وبعد زواجها تعرضت للصدمة الثالثة وهى خيانة زوجها لها مع شقيقتها وانفصلا عام 1939 ولكنهما تزوجا من جديد فى عام 1940 فى سان فرانسيسكو.
“أتمنى أن يكون خروجى من الدنيا ممتعا – وأتمنى أن لا أعود إليها ثانية – فريدا”، هكذا كتبت فريدا فى مذكراتها قبل رحيلها بأيام قليلة، حيث عانت الكثير قبل موتها، حيث بترت رجلها اليمنى حتى الركبة، بسبب الغانغرينا، كما أصابها التهاب رئوى، لترحل وكان السبب الرسمى للوفاة كان انصمام رئوى، لكن البعض يشك بأن تكون قد توفيت بسبب جرعة مفرطة قد تكون أو لا تكون مقصودة، دون تشريح للجثة .