الأدب
طبعة مصرية من “سفينة نيرودا” لـ إيزابيل الليندى بترجمة صالح علمانى
تصدر، قريبا، فى القاهرة طبعة مصرية من رواية “سفينة نيرودا” للكاتبة العالمية ايزابيل الليندى والتى تعتبر آخر عمل أدبى ترجمه الراحل صالح علمانى من الإسبانية إلى العربية.
تصدر هذه الطبعة عن مكتبة (تنمية) بالتعاون مع (دار الآداب) فى بيروت، وتدور أحداث الرواية فى عام 1939، مع ظهور بوادر الحرب العالمية الثانية وتحول أوروبا إلى جحيم، حيث جهز الشاعر التشيللى الكبير بابلو نيرودا، سفينة وضع على متنها جماعة من المناضلين من إسبانيا فروا من بطش ديكتاتورها الجنرال فرانشيسكو فرانكو.
وانطلاقًا من هذه المعلومة التاريخية، تشيد إيزابيل الليندى روايتها، وبطلتها عازفة بيانو برفقة طبيب كانا بين الفارين بحثا عن فرصة جديدة لحياة كريمة.
وإيزابيل الليندى كاتبة تشيلية شهيرة، من بين أبرز الكاتبات فى العالم، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية المهمة، ومرشحة دائمة لجائزة نوبل فى الآداب، وترجمت أعمالها إلى عشرات اللغات، وتنتمى للجيل الثانى من كتاب الواقعية السحرية الذين جاؤوا بعد جابرييل جارسيا ماركيز.
كان والدها توماس الليندي، سفيرا، وبفضل مهنته انتقلت للعيش فى مناطق كثيرة من العالم منها بوليفيا، ولبنان، وتشيلي، وخلال الفترة منذ 1959 حتى 1965 عملت الليندى فى منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة فى سانتياجو، وفيما بعد فى بروكسل، وأماكن أخرى فى أوروبا ثم عادت إلى بلادها.
وفى سبتمبر 1973 وقع الانقلاب الشهير على عمها سلفادور الليندى الذى قتل خلال الاستيلاء الدموى على القصر الرئاسى التشيلي، وبسبب انتمائها العائلى نفيت عام 1975 إلى فنزويلا حيث عملت فى جريدة “كاراكاس إل ناسيونال”، كما عملت معلمة بمدرسة ثانوية، وبدأ نشاطها فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة والأطفال.
وفى عام 1981 رافقت جدها الذى كان يبلغ من العمر 99 عاما، وعاشت معه لحظات ما قبل موته وبدأت خلال تلك الفترة كتابة روايتها الأولى “بيت الأرواح” التى جلبت لها شهرة كبيرة ووضعت اسمها إلى جوار كبار كتاب أمريكا اللاتينية، ثم نشرت روايتها “باولا” وفيها أطياف من تجربة مرض ابنتها، وتوالت بعد ذلك رواياتها المتميزة والتى تولى صالح علمانى ترجمة أغلبها الى اللغة العربية.
وصالح علمانى (ولد عام 1949 بحمص فى سوريا وتوفى فى 3 ديسمبر 2019 بمدريد فى إسبانيا) مترجم فلسطينى مُتخصِّصٌ فى ترجمة الكُتبِ والروايات من الإسبانية إلى العربية، سافر فى عام 1970 لدراسة الطب فى إسبانيا لكنّه تحول لدراسةِ الأدب الإسبانى مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالميًا فى تلك الآونة، ودرس الطب لسنة واحدة عمل بعدها فى ميناء برشلونة واختلط بعالم القاع كأى متشرد.
وتعد رائعة الروائى الكولومبى الراحل جابرييل جارسيا ماركيز “مائة عام من العزلة” بوابته إلى عالم روايئيى أمريكا اللاتينية وتيار الواقعية السحرية، وبعد عودة علمانى إلى سوريا ترجم قصصاً قصيرة لماركيز ونشرها فى الصحف المحلية. ثم ترجم رواية “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه” 1979 ولفت الكتاب انتباه الناقد حسام الخطيب، فكتب أن شاباً فلسطينياً يترجم أدباً مجهولاً لقراء العربية. هذه الملاحظة قادت علمانى إلى احتراف مهنة الترجمة.