مصائب الناس فوائد لـ المتاحف.. توثيق ما يعيشه الناس فى زمن كورونا والاحتجاجات
من المعروف أن المتاحف الفنية تقوم دائما بتخرين كل ما هو تراثى وتاريخى ليتم تذكره عبر الأجيال القادمة، ولذا تقوم حاليا بتوثيق أكبر الأحداث التى استحوذت على اهتمام العالم ومنها وباء كورونا الذى أجبر الناس على المكوث فى المنازل وممارسة التباعد الاجتماعى للتصدى للفيروس، وأيضا الاحتجاجات التى تندد بالعنصرية التى أقيمت فى امريكا وهزت العالم كله بعد مقتل المواطن الامريكى صاحب البشرة السوداء على يد رجل الشرطة.
متحف يوثق كورونا
وناشد متحف “ساوث شيلدز”، المواطنات فى إنجلترا، بالتبرع بقصاصات شعورهن، بعدما تم فتح محلات مصففى الشعر بعد التخفيف من الحظر والإغلاق بسبب فيروس كورونا، ويطلب المتحف من الناس تقديم صور قبل وبعد القصاصات، ومن بين مجموعة المتحف الحالية لقص الشعر ضفائر كانت ذات يوم تنتمى إلى الكاتبة كاثرين كوكسون، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع بى بى سى البريطانى.
وقال آدم بيل، باحث فى التاريخ الاجتماعى، إن التبرعات ستشكل جزءًا من مجموعة الوباء فى المتحف وتستخدم فى العروض المستقبلية التى توثق الحياة وسط تفشى المرض.
وأوضح آدم بيل، أردنا أن نفعل شيئا مختلفا، خاصة أن الوباء حدث عالمى كبير وربما يكون أكبر شىء واجهناه منذ الحرب العالمية الثانية، ولقد كنا نجمع المواد التى منها معدات الوقاية الشخصية، لكننا نريد تمثيل الأشياء الأخرى التى فاتها الأشخاص خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، إحدى هذه الأشياء هى الشعر المقصوص“.
ويشار إلى أن المتحف يضم ضفائر الكاتبة الجنوبية تاينسايد كاثرين كوكسون في عام 1988
متحف بواشنطن يوثق الاحتجاجات بامريكا
وشهدت ساحة لافاييت في واشنطن العاصمة الأمريكية ، اضطرابات سياسية كبيرة خلال الشهر الماضى، بعد اشتباكات بين الشرطة ومحتجى “الحياة السوداء” وذلك فى المنطقة المحمية التى تم بناؤها لمنع المتظاهرين من دخول البيت الأبيض، وتحولت الجدران إلى حائط تذكارى مكدس برسومات وملصقات ورسومات لـ جورج فلويد ، وغيره من ضحايا وحشية الشرطة منذ اندلاع التجمعات فى 25 مايو الماضى.
وأصبح الجدار نوعًا من المتاحف المفتوحة حول البيت الأبيض، حيث ترك الآلاف من المتظاهرين لافتاتهم المصنوعة محليًا، والمصنوعة من الورق المقوى، والمكتوب عليها “الحياة السوداء” و”العدالة لجورج فلويد”، وترك العلامات على السياج هو رمز للمقاومة، حيث تستمر الاحتجاجات في العاصمة وحول البلاد.
كما بدأ عدد من المتاحف الفنية في جميع أنحاء أمريكا في جمع هذه اللوحات، وأدوات الاحتجاج الأخرى ضد العنصرية وأيضا ما يتعلق بوباء كورونا المنتشر.
وقالت ماجى شوم، باحثة سياسية في جامعة نوتردام في إنديانا، بشكل عام، جمع اللافتات والقطع الأثرية الاحتجاجية تحافظ على التاريخ، كما تشير إلى جاذبية القضايا التي نواجهها اليوم كأمة، ويعطي الشرعية والمصداقية لأولئك الذين هم جزء من الكفاح من أجل العدالة العرقية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع “الجارديان“.
و احتجاجات وسط مدينة أورلاندو قامو البعض بجمع أقنعة الوجه والرسائل المناهضة لترامب، وصورة لمتظاهر يحمل لافتة لمن تم إعدامه قبل 100 عام في مذبحة أوكوى في فلوريدا، كما قاموا بجمع بطاقات بريدية مع ضحايا وحشية الشرطة المدرجة (بما في ذلك أسماء مثل برونا تايلور ووالتر سكوت).
وقال شوارتز، الذي سيعرض بعض هذه المواد في معرض الخريف، “تم إدراج الأسماء حتى يتمكن الناس من ترديدها معًا في ترتيب للمشاركة في الاحتجاج”، كما يستكمل المتحف الوطني للتاريخ الأمريكى في واشنطن أيضًا مجموعته من الفن الاحتجاجي، ويحتوى المتحف بالفعل على ما يقرب من 300 ألف قطعة في مجموعة التاريخ السياسي، وقد أضاف للتو 30 قطعة من ساحة لافاييت.
وقال أمين المعرض تسيوني وولد مايكل “لقد عملنا مع المنظمين والناشطين”، نحن نعمل على التقاط هذه اللحظة للأجيال القادمة، وكل ذلك حدث في ظل جائحة، يخاطر الناس بحياتهم للاحتجاح فيها