الناقد الفلسطينى عبد الرحمن بسيسو: نعول على مصر لنهضة العرب ثقافيا
قال الشاعر والكاتب والناقد الفلسطينى عبد الرحمن بسيسو، إن مصر هى الدولة الوحيدة التى يعول عليها لنهضة العرب ثقافيا، فمصر هى حاضنة الثقافة العربية، لذلك نحن نعول على مصر، وهى الدولة الوحيدة العريقة التى يعول عليها كى تنهض بدورها وأعتقد أن لديها القدرة على القيام بذلك ليس من أجل فكرة العروبة والعرب، وإنما من أجل الإنسانية جمعاء”.
وأوضح عبد الرحمن بسيسو، أن مصر حاضنة الثقافة العربية على مدار تاريخها وهى التى فتحت ذراعيها لكل مثقف ومفكر وفنان ومبدع من كل ربوع الوطن العربى وقدمت نموذجا لما سماه بـ”عروبة بلا ضفاف”، معربا عن أمله أن يعمم هذا النموذج وأن تعيش الشعوب العربية جمعاء بكل تنوعاتها الثقافية فى “عروبة بلا ضفاف” متكئة على اللغة العربية التى هى حاضنة حقيقية لكل هذه الثقافات.
وحول اعتبار “القناع” مكونا من مكونات الشعر العربى المعاصر، أضاف بسيسو أن “القناع ظاهرة تخترق كل مجالات الفنون والآداب بل إنه هو المؤسس للحظة انفصال الإنسان عن الطبيعة وتمايزه عن الحيوان”.
عبد الرحمن بسيسو هو شاعر وكاتب وناقد فلسطينى من أبرز أعماله النقدية “قصيدة القناع فى الشعر العربى المعاصر”، وأقنعة ألف ليلة وليلة فى الشعر الحديث”، وأدب الأطفال بين كتابة الإنشاء وإنشاء الكتابة”، و”مفهوم الحرية عند لويس عوض”، والكتابة الهادفة”.
تعتبر كتابات عبدالرحمن بسيسو ودراساته المحكمة فى القناع بالشعر العربى أبرز ما كتب نقديا فى هذا المجال، حول رؤيته النقدية لمكانة القناع فى شعر الشعراء العرب المعاصرين.
وأضاف بسيسو أن “القناع كان هو الغطاء الفكرى للإنسان الذى فصله وبدأنا من قناع الروح إلى قناع ثم القناع الأسطورى وكيف انتقل “القناع” من المسرح إلى الشعر، مشيرا غلى أن “القناع” ظاهرة تخترق الآداب والفنون وترتبط بظاهرة التقمص كظاهرة تأسيسية فى الإبداع الفنى والأدبي.
وعن اختياره الكتابة عن أدب الأطفال قال بسيسو: “المسألة تتعلق بإعادة إنهاض الوعى الذى يتطلب بناء الإنسان العربى، وهذا يتطلب إنهاض الطفل”، معتبرا أن الكتابة الموجهة للطفل يجب أن تكون “رشيقة رقيقة غير مترهلة” وتشعل لديها الرغبة فى البحث والتقصى.
ويرى “بسيسو”، أن الكاتب المبدع لا يبث رؤيته “عبر التلقين، وإنما يبثها من خلال العلاقات الفنية بأسلوب بناء لعمل فنى يحمل دلالة”.
وشدد على أن “نجاح الكاتب فى نقل القيم التربوية إلى حيز الفن وتمكنه من تقديم عمل فنى متماسك ومنسجم على مختلف المستويات، هو ما يدفع الطفل إلى تلقى هذا العمل بحماسة وشوق”.