من صدام حسين إلى مئات الغرقى.. سلسال الضحايا لا يتوقف في شاطئ النخيل
داخل حي العجمي بالإسكندرية، تحديدًا على أطراف شاطئ النخيل، التابع لجمعية 6 أكتوبر، الجمعة، غَرِقَ 11 شخصًا، تم انتشال 6 جثامين، فيما لا تزال قوات الإنقاذ النهري، التابعة لإدارة الحماية المدنية، جهودها لانتشال جثث 5 آخرين.
«شاطئ الموت» أو «حاصد الأرواح»، أسماء يُعرَف بها شاطئ النخيل، يلتهم كل صيف ضحايا كثيرين، وكأنه وحش لا يشبع، فمنذ أكثر من 5 سنوات، كان الشاطئ مخصصًا لسكان مدينة 6 أكتوبر فقط، لكن تم هدم البوابات فيما بعد، ليصبح شاطئًا مفتوحًا، فوصل عدد الضحايا به لـ942 شخصًا، منذ 2005 وحتى 2018، حسب إحصائيات جمعية 6 أكتوبر للتنمية السياحية، التابعة لها قرية شاطئ النخيل.
«ممنوع الاستحمام خلف الحواجز»، لافتةٌ يقابلها المُصطافون كل عام، على بوابة شاطئ النخيل، إذ تُعد بمثابة دعوة صريحة لعدم العبث مع شاطئ الموت، لأنه يعرف بـ«كثرة الدوامات والسحب»، فيما تصل مساحته لـ١٨٥٠ مترًا.
حوادث «شاطئ الموت»
مع بدايات أغسطس 2012، لقى صدام حسين، شقيق الممثل الكوميدي الشاب سامح حسين، مصرعه غرقا، على شاطئ النخيل غرب الإسكندرية، كما غرق اثنان آخران أحدهما مدرس والآخر موظف على شاطئ الهانوفيل.
في يوليو 2016، غرِق أكثر من 10 أشخاص على مدار يومين في شاطئ النخيل، الأمر الذي استدعى متابعة منظومة الإنقاذ بالشاطئ، والتشديد على كل الجهات باتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرار حوادث الغرق، وذلك بجانب إعداد الأوراق والدراسات التي تمت خلال إنشاء حواجز الأمواج الموجودة بالشاطئ، لعرضها على أساتذة كلية هندسة وإدارة حماية الشواطئ، للتأكد من سلامتها.
في 2017، تكرر الوضع، وغرِق الكثيرون في شاطئ النخيل.
وكأن شهر يوليو الحار موعدًا لغرقى شاطئ النخيل، في يوليو 2018، أمر المستشار نبيل صادق، النائب العام، بفتح تحقيقات موسعة بشأن تعدد حالات الغرق بشاطئ النخيل، لبيان أسباب ذلك وتحديد المسؤوليات، بعد أن شهد 20 حالة غرق، إذ جرف التيار عاملا، 27 سنة، أثناء السباحة، إثر إصابته بـ«إسفكسيا الغرق». وأقر والده «س. ا. ا»، 61 سنة، بالمعاش، أنه أثناء قيام نجله بالاستحمام بشاطئ النخيل جرفه التيار وغرق، ولم يتهم أحدا بالتسبب في وفاته.