الأدب
هل اشترى محمد الفاتح آيا صوفيا وكيف خالف أردوغان الشريعة بتحويلها لمسجد؟
خطوة أخرى يخطوها العثمانلى رجب طيب أردوغان، بتدمير الهوية التركية التى وضعها أبو الأتراك مصطفى كمال أتاتورك، بعدما قام الرئيس التركى بتحويل أثر “آيا صوفيا” التاريخى إلى مسجد، بعدما ظلت سنوات طويلة متحفا بقرار من “أتاتورك”.
مبنى آيا صوفيا كان كاتدرائية خاصة بالمسيحيين، بنيت فى عهد الإمبرطور البيزنطى جونستنيان الأول عام 537م، وذلك على أنقاض كنيسة أقامها الإمبراطور قسطنطين العظيم، إلى أن تحولت إلى مسجد عام 1453م، بعدما سيطرت الدولة العثمانية على اسطنبول الحالية، حيث قام السلطان محمد الفاتح بتحويل الكنيسة إلى مسجد، رمزا لانتصاره على الدولة البيزنطية.
وتحجج الدولة التركية فى تحويل الأثر المسيحى التاريخى إلى مسجد إلى امتلاكها وثيقة تؤكد ملكية الكنيسة والأرض التى عليها، بعدما اشتراها السلطان الغازى محمد الفاتح، إبان غزوه القسطنطينية “اسطنبول” حاليا فى عام 1453م، إلا أن هذه الوثيقة المزعومة لم تخرج للنور أبدا حتى الآن، لكن بالبحث فى المراجع التاريخية هل حقا اشترى السلطان العثمانى محمد الفاتح، كنيسة آيا صوفيا من الرهبان المسيحيين قبل تحويلها لمسجد.
وفقا للمؤرخ أحمد بن يوسف القرماني (شهد على عصر محمد الفاتح وأخد مؤرخى جولته) فى كتابه “أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ” فإن السلطان العثمانى الراحل، أمر بتحويل الكنيسة القديمة إلى مسجد ولم يشتريها، وأوضح المؤرخ العثمانى الذى حضر دخول القسطنطينية، أمرا آخر خاص بتحويل الكنيسة لمسجد، وهو أن عملية التحويل تمت في 3 أيام إذ كان دخول القسطنطينية يوم الثلاثاء وكان الفاتح يريد أن تكون أول جمعة في عاصمة البيزنطيين سابقًا وعاصمة الدولة الإسلامية الجديدة.
كذلك آيد الرأى سالف الذكر، المؤرخ الإنجليزى رونسيمان ستيفن، الذى أكد أن الفاتح أمر فور دخوله القسطنطينية بإعلان تحويل الكنيسة إلى مسجد، وأطلق عليه اسم “الجامع الكبير لآيا صوفيا”.
إذا وبحسب أحد المؤرخين العثمانيين، والمؤيدين لدولة آل عثمان، والأجانب أيضا، فإن السلطان محمد الفاتح لم يشتر الكنيسة، وقام بتحويلها لمسجد، إذا فإن تلك الأرض مغتصبة من الرهبان والمسيحيين، فهل تجوز الصلاة فيها بعد قرار أردوغان الأخير؟
وتتفق الشريعة الإسلامة على أنه لا يوز الصلاة فى أرض مغصوبة وذلك استنادا إلى حديث للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيه: “من اقتطع شبراً من الأرض بغير حق طوقه يوم القيامة إلى سبع أرضين” (رواه الإمام أحمد في مسنده).