الأدب

هل الاختلافات فى ترجمات الإنجيل تعد تحريفا ومتى ظهرت الأزمة؟

أثارت ترجمة جديدة للعهد الجديد من الكتاب المقدس “الإنجيل”، تحت عنوان “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح” نسبت للقس إكرام لمعى، جدلا فى الكنائس المصرية، بعدما نفى الأخير صلته بهذه الترجمة، ومع إعلان المؤسسات الكنسية أن الترجمة بعيدة عن العقيدة المسيحية، ولا نقبل بوجودها ونحذر من تداولها، كذلك نفت دار الكتاب المقدس المسئولة عن طباعة الأناجيل فى مصر، علاقتها بالترجمة الأخيرة.
 
وتاريخيا ترجم العهد الجديد فى نهاية القرن الثانى الميلادى إلى اللغات السريانية واللاتينية والقبطية، وقد أخذت هذه الترجمات الثلاثة مباشرة عن اليونانية، وذلك قبل مراجعة النص اليونانى، ويرد ذكر هذه الترجمات كثيراً فى الدراسات النقدية الحديثة للعهد الجديد، وبعد عام 300 ميلادية توالت ترجمات العهد الجديد إلى كل من الأرمنية والجورجية والجعزية والقوطية واللغة السلافونية الكنسية القديمة ولغات أخرى (كالعربية والفارسية).
 
ووفقا لموقع “الأنبا تكلا” أحد المصادر المسيحية، فإن ترجمة الكتاب المقدس أدت لانتشاره منذ العصور الأولى وأوضح الموقع ذاته، لا تعد الترجمات المختلفة والتنقيحات نوعًا من التحريف، لأن التباينات بين جميع الترجمات وجميع التنقيحات فى العالم كله، لا تؤثر على أقل عقيدة إيمانية، فقد عرفت الكنيسة جيدًا خطورة استخدام الآية الواحدة، لذلك فهى لا تبنى أى عقيدة إيمانية على آية واحدة، واختلاف الألفاظ والكلمات عبر الترجمات المختلفة أمر متوقع ومنطقى ومقبول أيضا.
 
وجرت أحداث الأناجيل فى ظلال اللغة الآرامية، وعندما كتبت بعد حدوثها بنحو خمسة وعشرين عامًا كُتبت باليونانية، وهذا بلا شك يعتبر ترجمة أولية، وتقبَّلت الكنيسة هذه الأناجيل الأربعة واعترفت بقانونيتها، وتمسّكت بها ودافعت عنها وحفظتها وشرحتها ونشرتها وقدمتها لشعوب العالم بلغات ولهجات شتى. مع ملاحظة أن اللغة اليونانية تمتعت بثراء عظيم فى الألفاظ والكلمات التى تعبر عن المعانى بدقة وعمق، مما أجهد المترجمون فى الدراسة والبحث عن الألفاظ والمفردات التى تعطى نفس المعنى فى اللغة الأم.
 
وأعطى المواقع سالف الذكر مثالا بأنه إذا طلب من ثلاثين شخصا كمثال ترجمة قطعة باللغة الإنجليزية تحوى مائة سطر، كل على حدة، فبلا شك لن نجد تطابقا بين الترجمات الثلاثين لنفس القطعة بالكلمة والحرف، لأن استخدام الأفعال والكلمات والمفردات سيختلف من شخص لآخر، وإن كان المعنى واحد، وهو ما قد يحدث فى ترجمات الأناجيل أيضا.

هل الاختلافات فى ترجمات الإنجيل تعد تحريفا ومتى ظهرت الأزمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *