هل ملابس النساء سببا فى ظاهرة التحرش ؟..ما قاله الإمام محمد عبده
خلال الفترة الماضية، تصدرت ظاهرة التحرش أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة بعدما اتهم شاب بالتحرش بعدد من الفتيات، وخروج داعية يبرر الظاهرة بملابس المرأة، معتبرا أن ارتداء ملابس مثيرة يستفز مشاعرالرجل، ويجعلها عرضه لهذه الظاهرة، وهو ما عرضه للانتقاد بحجة أن الإسلام أمر الرجل أصلا بغض البصر.
وتمر اليوم الذكرى الـ115، على رحيل الإمام المجدد محمد عبده، أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ورموز التجديد في الفقه الإسلامى، إذ رحل فى 11 يوليو عام 1905م، والذى كانت له آراء عدة حول الحجاب “النقاب” فى وقته، يمكن النظر إليها الآن فيما يخص ظواهر التحرش، والمقارنة بينها وبين الآراء المتشددة التى يتخذها بعض المنتسبين للمؤسسات الدينية.
يحظى الشيخ محمد عبده بتقدير كبير إلى الآن نظرا لتوجهاته الإصلاحية ومواقفه الوطنية، حيث شارك في الثورة العرابية ضد الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1882 وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم نفي إلى بيروت، ومنها إلى باريس، حيث أسس مع جمال الدين الأفغانى صحيفة (العروة الوثقى)، ثم عاد إلى مصر وعمل بالقضاء إلى أن عين في منصب المفتي عام 1899.
ويرى الإمام أن “أسباب الفتنة” لا ترجع للأعضاء الظاهرة للمرأة وإنما السلوك الشخصى أثناء المشى، وأن ما يخفى وجه المرأة يعينها “على إظهار ما تظهر وعمل ما تعمل لتحريك الرغبة” لأنه يخفى شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد.
وشدد الإمام المجدد قبل رحيله على أن فكرة النقاب إهانة للرجل قبل المرأة، ويرى أن مفهوم الرقابة الاجتماعية لضبط المجتمع، هى فكرة يخالفها النقاب تماماً، يقول الشيخ “النقاب والبرقع من أشد أعوان المرأة على إظهار ما تظهر لتحريك الرغبة، لأنهما يخفيان شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد، فيقول فلانة بنت فلان أو زوجة فلان كانت تفعل كذا، فهى تأتى كل ما تشتهيه تحت حماية النقاب، أما لو كان وجهها مكشوفاً فإن نسبتها إلى عائلتها أو شرفها فى نفسها يشعرانها بالحياء والخجل”.
ويضيف أن آية غض البصر تتوجه إلى الرجال والنساء وأن المرأة “ليست بأولى من الرجل بتغطية وجهها” حيث تساءل: “عجبا. لم يؤمر الرجال بالتبرقع وستر وجوههم عن النساء إذا خافوا الفتنة عليهن، هل اعتبرت عزيمة الرجل أضعف من عزيمة المرأة واعتبر الرجل أعجز من المرأة عن ضبط نفسه والحكم على هواه، واعتبرت المرأة أقوى منه في ذلك حتى أبيح للرجال أن يكشفوا وجوههم لأعين النساء مهما كان لهم من الحسن والجمال”.