الأدب
سعيد الشحات: كتابى “مذكرات محمد رشدى” شاهد عيان على مصر وفنها
يستعد الكاتب الكبير سعيد الشحات لصدور كتابه “مذكرات محمد رشدى” عن دار نشر ريشة، ويحتوى الكاب تفاصيل كثيرة من حياة الفنان الكبير منذ مولده وحتى رحيله، وقد صاغها “الشحات” بطريقة فنية وعلمية في الوقت نفسه بحيث تصبح شاهدا على عصر كامل من الثقافة والفن المصرى.
وأفاد “سعيد الشحات” بأن علاقته بالفنان محمد رشدى بدأت نهايات الثمانينيات وبداية التسعينيات، عندما أجرى معه حوارا نشر على 4 صفحات في مجلة “الموقف العربى” التي كانت تصدر في قبرص باللغة العربية، وقد أعجب “رشدى بالحوار” بعدما قرأه، وأثنى على طريقة الكتابة، وعرض على “سعيد الشحات” كتابة مذكراته، مؤكدا أن لديه الكثيرالذى يود قوله.
وأضاف “سعيد الشحات” : بالفعل بدأنا مجموعة من اللقاءات في بيته في فيلا أدهم بمنطقة الدقى، كنا نلتقى مرتين في الأسبوع وفى كل مرة نتحدث ونسجل على شرائط الكاسيت ساعتين أو أكثر، وقد قمت بعد ذلك بتفريغ هذه الحلقات وأصبحت جاهزة للنشر.
وتابع “سعيد الشحات” : ظلت المادة موجودة ولم أنشر منها سوى أربع حلقات فقط في جريدة الحياة بعنوان “شيء من الذكريات” كنت أريد أن أنشر المادة في حلقات صحفية ثم أعيد نشرها في كتاب بعد ذلك، والفنان محمد رشدى كان مهتما بـ وجودها في كتاب، ومع مشاغل الحياة، وتوالى الأيام دخلت المذكرات دائرة النسيان.
يقول “سعيد الشحات”: مع استمرار العلاقة مع الفنان “محمد رشدى” لم يعد يسأل عن المذكرات، ومرت سنوات، وتوفى محمد رشدى في عام 2005، وبعدها وفى “اليوم السابع” في ذكرى رحيله كتبت في “ذات يوم” مقتطفات على مدى أربع حلقات، وفوجئت بردود الفعل تطالبنى بنشر المذكرات، مما جعلنى أعيد التفكير بقوة وأتنبه إلى أن قيمة محمد رشدى لا تزال عابرة للأزمنة.
وعن طريقته في تناول مذكرات محمد رشدى، قال “سعيد الشحات”: لم أكتبها بطريقة “سردية” فقط، كما رواها الفنان محمد رشدى، مضيفا: قمت بتحقيق كلامه، مما جعلنى أعود لأكثر من 40 مرجعا من كتب وصحف قديمة، أبحث فيها عن الوقائع التي ذكرها، وأعرف رأى الأطراف المختلفة التي شاركته الواقعة، وترتب عن ذلك أننى أحلت بعض كلامه إلى آخرين، ومن ذلك ما حدث بينه وبين الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، فقد عدت إلى الصحف التي تناولت ما دار بين رشدى وحليم ووثقت كل ذلك.
واختتم “سعيد الشحات” كلامه بأن المذكرات تتوقف عند محطات كثيرة في حياة محمد رشدى، مضيفا: منها ما عايشته بنفسى، ومن ذلك رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدى، فقد شاهدته يبكى ويحكى عن “بليغ” متذكرا ما بينهما من عشرة طويلة وفن خالد، وقد كان محمد رشدى حكاء عظيما، حاضر الذهن، وكان مثقفا رفيعا، قارئا، وقد تبادلنا الكتب، ولدى نسخة مهداة منه من كتاب “إبراهيم أبو الأنبياء” للعقاد، وقد كان محبا للعقاد معجبا به، وكان شديد الحب لجمال عبد الناصر.