كيف رد الخبراء على تشكيك أثيوبيا فى الاتفاقيات بزعم توقيعها أثناء الاستعمار؟
دول حوض النيل
أما اتفاقية عنتيبى، التى تبرر بها إثيوبيا مزاعمها، فهى ليست اتفاقية رسمية تلزم الدول، إذ وقع عليها أربعة دول فقط من دول حوض النيل الـ11، هى: “أثيوبيا، وأوغندا، ورواندا، وتنزانيا” وذلك فى يوم (14 مايو 2015)، بينما قاطعت كل من مصر والسودان الاتفاق، فيما سجل غياب الدول الأخرى الذى تقع على حوض النهر، وهى “بوروندى، إريتريا، كينيا، الكونغو الديمقراطية، جنوب السودان”.
كتاب مصر وأزمة مياه النيل.. آفاق الصراع والتعاون
الدكتور محمد سليمان طايع، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رد فى كتابه “مصر وأزمة مياه النيل: آفاق الصراع والتعاون” على مبرر إثيوبيا بأن هذه الاتفاقات الاستعمارية وبالتالى هى غير ملزمة، حيث قال: إن القول بأن اتفاقيات النيل السابقة، بإنها اتفاقيات استعمارية، لا أساس له من القانون، فهذه اتفاقيات دولية نافذة، وأساس نفاذها أن هناك نوعية من الاتفاقيات الدولية استثنت من أى أثر يمكن أن ينال منها، وهى اتفاقات الحدود، أى ذات الطبيعة العينية، ومنها المتعلقة بالأنهار والمياه، وهذه الاتفاقات تسرى فى مواجهة الدولة الخلف حتى لو كانت التى أبرمتها دولا استعمارية، وهذا المبدأ مقرر بموجب المادة 12 من اتفاقية فيينا بشأن “توارث المعاهدات الدولية”.
وبحسب الكتاب أيضا: “وقد أقرت محكمة العدل الدولية فى حكم لها عام 1997 فى نزاع بين المجر وسلوفاكيا هذا المبدأ، وبموجب ذلك أقرب أنه أصبح جزءا من القانون العام العرفى الملزم لجميع الدول بعض النظر عما إذا كانت أطراف اتفاقية فيينا بشأن المعاهدة أم لا، وبالتالى جميع جميع دول حوض النيل ملزمة بالاتفاقيات السابقة”.