الأقتصاد
ماذا حدث بالأسواق العالمية للنفط الأسبوع الماضى؟
شهدت أسعار النفط انتعاشا في نهاية جلسات التداول في الأسواق الآجلة يوم الجمعة الماضية، حيث سجلت عقود خام برنت تسليم شهر سبتمبر 43.24 دولار لخام القياس العالمي مرتفعا بمقدار 89 سنتاً أو ما يعادل 2%، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم شهر أغسطس 40.55 دولار مرتفعا بمقدار 93 سنتاً أو ما يعادل 2.4% .
وسجلت أسعار خام القياس العالمي برنت مكاسب أسبوعية هي الثانية علي التوالي مع نهاية جلسات التداول بالأسواق الآجلة، حيث ارتفعت أنشطة عقود خام برنت تسليم شهر سبتمبر 2020بنسبة 1%بينما سجلت أنشطة العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر أغسطس2020 خسائر أسبوعية طفيفة بلغت0.2%.
وجاء الارتفاع في أسعار النفط بعد أن رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعها للطلب على النفط لعام 2020 يوم الجمعة الماضية لكنها حذرت من أن انتشار كوفيد-19 يشكل خطرا على التوقعات، وفقا لرويترز، وزادت الوكالة التي مقرها باريس توقعها إلى 921 مليون برميل يوميا، بارتفاع 400ألف برميل يوميا عن توقعها الشهر الماضي، مشيرة إلى انخفاض يقل عن المتوقع في الربع الثاني.
الوكالة في تقريرها الشهري “بينما أحرزت سوق النفط تقدما بلا شك، فإن تسارع عدد حالات كوفيد-19 تذكير يثير القلق بأن الجائحة ليست تحت السيطرة وأن المخاطر لتوقعاتنا للسوق بالتأكيد” تميل إلى الجانب النزولي، لافتا إن تخفيف إجراءات العزل العام في العديد من الدول أسفر عن تعاف قوي في مشتقات الوقود في مايو ويونيو وأيضا يوليو، بينما كان لكلا من ارتفاع اعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تؤثر سلبيا علي معدلات الطلب والاستهلاك للوقود بالإضافة إلي زيادة تخمة المعروض من النفط دورا في الحد من المكاسب أسعار النفط خلال هذا الأسبوع.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن “أوبك” وحلفاءها تستعد لتخفيف تخفيضات النفط فى ظل بوادر انتعاش بعد قيود فيروس كورونا المستجد، بحسب “روسيا اليوم”، وقال مسؤولون فى المجموعة، إن تحالف منتجى النفط بقيادة السعودية يدفع أوبك وحلفائها لزيادة إنتاج النفط ابتداء من أغسطس، وسط دلائل على عودة الطلب إلى مستوياته الطبيعية بعد عمليات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.
ومن المقرر أن يجتمع الأعضاء الرئيسيون فى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا عبر مؤتمر عبر الإنترنت يوم الأربعاء، لمناقشة الإنتاج الحالى والمستقبلى للمجموعة.
وقادت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط فى العالم، فى أبريل، دفعة أدت إلى خفض مجموعة المنتجين الـ23 إنتاجها الجماعى بمقدار 9.7 مليون برميل فى اليوم، حيث أدى الوباء إلى انهيار الطلب على النفط.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد قال المندوبون إن المملكة العربية السعودية ومعظم المشاركين فى التحالف يؤيدون الآن تخفيف القيود.
وأفاد المندوبون بأنه وبموجب اقتراح سعودى فإن تحالف أوبك+ سيخفف القيود الحالية بمقدار مليونى برميل يوميا إلى 7.7 مليون برميل يوميا.
وأوضحت الصحيفة أن التفاؤل النسبى للمنتجين تزامن مع تقرير صدر يوم الجمعة من وكالة الطاقة الدولية يظهر مرور أسوأ آثار فيروس كورونا على الطلب العالمى على النفط.
وخلال نهاية الأسبوع الماضي أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول ، أوبك خلال تصريحات ضمن ورشة عمل فنية عبر الفيديو بمشاركة خبراء الصناعة، علي أهمية تعاون جميع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط من أجل استعادة استقرار السوق في ضوء أزمة جائحة كورونا الراهنة، مشيرا إلى أنه لولا التعاون السابق لكان السوق سيواجه وضعا خطيرا للغاية موضحا أن جودة البيانات هي أمر بالغ الأهمية لتحقيق مساعينا النبيلة، وللوصول الى دقة عالية في تقاريرنا مما يساهم في فهم أفضل لأساسيات السوق.
وأضاف باركيندو أن دقة البيانات والتقييمات المحايدة للسوق لاتدعم أهداف أوبك فحسب ولكن أهداف صناعتنا بأكملها والتي بدورها ضرورية للغاية لاستقرار الاقتصاد العالمي.
وأشار باركيندو إلى أن ورشة العمل التي حضرها مندوبون من 23 دولة من دول إعلان التعاون بين أوبك وخارجها ناقشت بالتفصيل التطورات الحالية في سوق النفط وجرى تبادل الأفكار والآراء القيمة بين أصحاب المصلحة فى صناعة النفط
وكان تحالف أوبك بلس قد توصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج خلال الاجتماع الوزاري العاشر “غير العادي” بموجب هذا الاتفاق بدء إجراء خفض علي إجمالي الإنتاج من النفط الخام بمقدار 9.7 برميل يوميا لفترة أولية تبلغ شهرين وخلال مدة الأشهر التالية سيكون التخفيض الإجمالي المتفق عليه 7.7 مليون برميل يوميا ويتبعه تخفيض قدره 5.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة عشر شهرا.