الأدب

100 كتاب عالمى.. “تريسترام شاندى” حين يكتب رجل الدين نصا روائيا

واحدة من الروايات التى حققت شهرة منذ صدورها فى القرن الثامن عشر وإلى الآن، وحققت تواجدا كبيرا على المستوى الأدبى، هى رواية “حياة وآراء تريسترام شاندى” أو “تريسترام شاندى” الصادرة عام 1759م، لرجل الدين الإيرلندى لورنس ستيرن، وصنفت ضمن قائمة أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لمكتبة بوكلوين.
 
و لورنس ستيرن، ( 1713 – 1768م)، رجل دين بريطانى اشتهر فجأة بتأليفة كتاب حياة وآراء تريسترام شاندي، النبيل وهى رواية غير عادية تعتمد على الأحاديث والذكريات أكثر من اعتمادها على الأحداث. 
 
 
ويلاحظ أن القصة تمت وعمر تريسترام لم يتجاوز الخامسة. وكان ذلك ـ إلى حد ما ـ هو السبب فى عدم اكتمال العمل. إلا أن السبب الرئيسى هو اهتمام ستيرن بشخصيات أخرى فى عائلة تريسترام وأصدقائهم وخدمهم. والرواية مثيرة وفكهة إلى حد بعيد وتعكس شهرتها الاهتمام المتناهى بالمرح والضحك وبالمشاعر والعاطفة خلال تلك الفترة، يمثل توبي، عم تريسترام، الجندى البسيط صاحب القلب الطيب، مثالا لسلسلة طويلة من الشخصيات المضحكة التى كانت محبوبة فى أدب القرن الثامن عشر الميلادى رغم غرابة أطوارها.
 
يلاحظ أن الرواية لاتلتزم بالتسلسل الزمنى بالنسبة للحوار والأحداث التى دارت فيها. فقد تأثر ستيرن بالفيلسوف جون لوك الذى كان يعتقد أن العقل عند الميلاد يكون لوحا فارغا تتشكل فيه الأفكار بربط التجارب المكتسبة بوساطة الحواس. ولاحظ أننا فى بعض الأحيان نربط بين أفكار لاعلاقة منطقية بينها. وتشكل هذه السلاسل من الأفكار الخاطئة أساس تطور رواية تريسترام شاندي.
 
وبالرغم من أن القراء قد يصيبهم الارتباك فى البداية نتيجة للطريقة التى يقفز بها ستيرن من فكرة إلى أخرى، إلا أن الكتاب فى النهاية يبدو أقرب إلى تجربتنا فى الحياة من الروايات التى تميل نحو المحاكاة. لقد مهدت طريقة ستيرن فى رواية تريسترام شاندى الطريق لروايات جيمس جويس وفرجينيا وولف المهتمة بالإدراك والشعور.

100 كتاب عالمى.. "تريسترام شاندى" حين يكتب رجل الدين نصا روائيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *