بربرى السينما.. من هو على خليل سالم نجم الشاشة والمسرح فى زمن الفن الجميل؟
على خليل سالم، عندما تسمع هذا الاسم لا يخطر ببالك أنه من الفنانين الذى تركوا بصمتهم فى فن الزمن الجميل، هو الفنان الكبير “على الكسار”، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1887م، والذى مر عبر حياته بالعديد من المحطات التى تعامل معها بكل تسامح وتواضع.
بداية حكايته تتعلق باسمه الذى غيره فى عالم الفن، فكان السبب وراء ذلك حبه لودته التى يكن لها كل الحب والاحترام، فأخذ منها لقبها، كتقدير لها لما فعلته من أجله، وليس معنى ذلك انه كان لا يحب والده، بل بالعكس كان يحمل له كل التقدير، فوالده كان إنسان بسيط يعمل صانع للأحذية، ويكفى قوت يومه بصعوبة، ولهذا لم يستطع على الكسار استكمال تعليمه/ فعمل مع والده.
ولكن لم يعمل على الكسار مع والده طويلا، حيث انتقل للعمل مع خاله كطباخ، بناء على رغبة والدته، ليصبح بالفعل سفرجيًا، ويختلط بالمجتمع النوبى، ولهذا تشعر بأنه واحد منهم، ونجد ذلك عبر تجسيده الدور النوبى فى السينما المصرية بشكل متميز، فكان يتقن لغاتهم بطلاقه.
وقدم على الكسار أول أدواره فى العمل الفنى وهو خادم نوبى عندما التحق بفرقة “الأوبرت الشرقى” التى تقدم رواية “حسن أبو على سرق المعزة”، لينجح فى ذلك الدور نجاحًا متميزًا، وحاول من تطوير الشخصية وهى “عثمان عبد الباسط” التى كانت سببًا فى أن يطلق عليها النقاد لقب “بربرى مصر الوحيد”.
ويشير كتاب “أبيض وأسود” للكاتب أشرف بيدس، إلى أن صيت الكسار قد ذاع وكون فرقته الخاصة بمشاركة أمين صدقى، والتى كانت تنافس بشدة فرقة نجيب الريحانى، وحققت الفرقة نجاحًا كبيرًا حيث تم عرض عروضها فى الشام وعدد من البلدان العربية، وهذا ما شجع الشيخ زكريا أحمد للانضمام للفرقة، ولكن الأمور لم تدم طويلا، فينفصل الشريكان ويقرر الكسار تكوين فرقة خاصة ، وقدمت عروضًا كثيرة، ولكن فى منتصف الأربعينيات يشهد مسرحة تراجعًا بعد عدة أزمات مالية للفرقة التى قدمت أكثر من 160 مسرحية.
كانت تجربة الكسار فى السينما مختلفة فكانت بدايته فى فيلم قصير مدته 32 دقيقة وهو فيلم “الخالة الأمريكانية” عام 1920م، والأغرب أنه لم يعاود التجربة إلا بعد مرور 15 عاما بعدة أفلام منها “بواب العمارة، غفير الدرك، سلفنى 3 جنيه، عثمان وعلى”، وبلغت أفلامه 38 فيلمًا.
ولكن تبدأ حياة الكسار البائسة فى نهايات الأربعينيات حيث تتراجع مكانة الكسار السينمائية، فى الوقت الذى تراجع مسرحيًا، وكان السبب ظهور جيل جديد من الكوميديان مثل إسماعيل يس وعبد السلام النابلسى وعبد الفتاح القصرى وحسن فايق، مما جعله قليل الظهور فى السينما والمسرح.
ومن تواضعه وعدم غروره، كان يقبل الأدوار البسيطة التى لا تناسب تاريخة الفنى، قائلا : “لابد أن تكون هناك صلة بينى وبين الجمهور فإذا اتضح لى أن نص المكتوب لم يوفق فى إضحاك الناس لا أتردد فى أن ارتجل ما يضحكهم”، حيث كان يعلم أن الفن متعه وتسلية فى الأساس.
تعرض الفنان الكبير على الكسار إلى حالة نفسية سيئة ليصاب بالمرض وينقل إلى قصر العينى، فى أحد أسرة الدرجة الثالثة، ليترك عالمنا فى 15 يناير 1957″.