رئيس الطائفة الإنجيلية لـ«المصري اليوم»: الكتب الأربعة مثار الأزمة ظهرت في الأسواق منذ 10سنوات وبها «عوار لاهوتي»
قال القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن هناك فارق كبير بين حرية الرأي والتعبير وترجمة النصوص المقدسة، مشددا على أنه مع حرية الرأي والتعبير، وتقبل الاختلاف في وجهات النظر وتقدير كل وجهات النظر، «ولكن عندما يأتي الأمر إلى ترجمة مرتبطة بالنص المقدس والوحي، فلا تخضع إلى الحريات الشخصية، فهي مرتبطة بالنص وبمعناه والفاظه المحددة التي تتطلب عمل كنسي جماعي، وأمانة مطلقة للنص».
وأضاف زكي، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، بشأن ما أثير اخيرا حول ترجمات الكتاب المقدس وهم «المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحواري المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا»، والتى أثارت حالة من الجدل مؤخرا، خاصة كتاب «المعنى الصحيح لإنجيل المسيح»، إثر تداول مقتطفات من محتواه تضمنت ترجمة لبعض آيات الكتاب المقدس، تعمد إلى تقديم معاني للآية تتنافى مع أساسيات الإيمان المسيحي، أن «الترجمة عملية دقيقة وهامة لأنها تنقل الكلمات والألفاظ من لغة إلى لغة أخرى».
وتابع: «اللغة كائن حي يتغير ويتطور مع السنين وتكون فيها علاقة المعنى واللفظ جوهرية في عملية الترجمة، وفي بعض الأحيان تكون الكلمات لها أكثر من معنى، واختيار معنى من هذة المعاني يتطلب دقة كبيرة وعمل جماعي وادراك للسياق الذي وجد فيه النص والسياق الحالي الذي ينقل اليه النص، فالترجمة تتطلب منهج علمي وعمل جماعي ودقة في الاختيار«.
وواصل زكي: «حينما تأتي إلى ترجمة النصوص المقدسة فالأمر أكثر تعقيدا، وذلك لأن النص يرتبط بالإيمان وعقيدة وسلوك الملايين من المؤمنين حول العالم، لذا فإن ترجمة النصوص المقدسة، تخضع لمعايير عديدة لها مسؤولية علمية وايمانية وأخلاقية، والكنيسة هي الجهة المنوط بها ترشيح من يمثلها في عملية الترجمة، وبالتالي مراجعتها وقبولها من عدمه».
وأكمل: «فيما يختص بمنطقة الشرق الأوسط، تعتبر دار الكتاب المقدس الجهة المنوط بها هذا العمل، وحينما تقوم دار الكتاب المقدس بأي ترجمة جديدة تعود إلى كافة الكنائس بجميع طوائفها للموافقة على هذه الترجمة».
وحول موقف الطائفة من ترجمات الكتاب المقدس محل الجدل وظهورها في الوقت الحالي وموقف الكنائس المصرية منها قال زكي: «هذة الكتب الأربعة، البعض منها ظهر في الأسواق منذ أكثر من عشرة سنوات، وقد تم نشرها خارج مصر، وبالاستناد إلى بيان الذي أصدرته دار الكتاب المقدس في مصر، وهو جهة الاختصاص، فإن هذة الكتب بها عوار لاهوتي، ولم يتم عرضها على الكنائس المصرية، وبالتالي لم تقبلها الكنائس بجميع طوائفها، لأن بها العديد من الأخطاء اللاهوتية الواضحة، مما يجعلها ترجمات مرفوضة ولا يجوز استخدامها».
واضاف: «فيما يخص موقف الكنيسة الإنجيلية في مصر فقد رفضت هذة الترجمات في مقابلة تلفزيونية مسجلة معي في فبراير الماضي بشكل واضح، كما أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الكاثوليكية، ومعظم المذاهب الإنجيلية بمصر بيانات ترفض هذا النوع من الترجمات للكتاب المقدس، وهذا يمثل حكما نهائيا بأن هذة الترجمات مرفوضة ولا تصلح».
وكشف زكي أنه قد تم في السابق بمبادرة شخصية منه، تشكيل مجمعا لاهوتيا منذ عدة سنوات، يضم نخبة من اللاهوتين الإنجيليين من كافة المذاهب الإنجيلية، وكافة التوجيهات اللاهوتية، مستطردا لم أدعو المجمع للإجتماع لأكثر من سنتين، ولكن الأن في ظل هذة التحديات اللاهوتية التي تواجه الكنيسة، فقد جاء الوقت لدعوة هذا المجمع من جديد، مع ضرورة إعادة النظر في تشكيله ليكون أكثر اتساعا وتأثيرا وسوف تكون أحد أهم أولويات عمل هذا المجمع، هي الدراسات التي تتعلق بالكتاب المقدس«.