عادل البيجاوي يقدم قراءة في إحصائيات كورونا: هل يتجه الوباء نحو أفريقيا؟ (9)
من واقع تحليل إحصائيات كورونا لعدد الحالات الموثقة حول العالم، نجد أنها تزيد وتتسارع كما يقل عدد الأيام الفاصلة بين كل مليون وآخر، رغمًا عن التوعية والحظر والعزل والإجراءات الاحترازية والوقائية، والالتزام بارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي.
حيث بدأ التوثيق العالمي للإصابة لفيروس كورونا في ديسمبر 2019، وتم تسجيل المليون الأول من الحالات بعد 124 يوم من بدء التوثيق ثم تسجيل 4 ملايين حالة في أقل من شهرين إلا أن معدل الزيادة كان ثابتًا منذ 2 إبريل حتى يوم 20 مايو بمعدل مليون حالة إضافية كل 12 يوم على مدى شهرين، ومنذ ذلك الحين يتسارع قطار فيروس كورونا، ويزداد اقترابًا ولا يقف في محطات، ولا يحده أو يحجمه أي شيء، ليتم تسجيل مليون حالة جديدة كل 10 أيام، ثم كل 9 أيام لتسجيل مليون آخر، ثم 8 أيام، ثم 7 أيام) على التوالى ما بين توثيق المليون الرابع و المليون العاشر) ، ثم مليون حالة في 6 أيام فقط، وبفارق 6 أيام أخرى ما بين المليون العاشر والمليون الحادي عشر، والذى وصلنا له صباح يوم 3 يوليو، ورغمًا عن كل التحذيرات، واتباع التعليمات فإن الوتيرة لا تهدأ بل تتصاعد لنصل بحالات الإصابة بعد 5 أيام و نصف فقط إلى المليون الثاني عشر بتاريخ 8 يوليو الساعة 3 ظهرًا بتوقيت جرينتش، منهم ما يقترب من 5 مليون حالة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية (3 مليون حالة) والبرازيل (أكثر من مليون ونصف المليون حالة)، وبعد أقل من 5 أيام وصل عدد الحالات الموثقة على مستوى العالم إلى 13 مليون حالة بتاريخ 12 يوليو الساعة السابعة مساءًا بتوقيت جرينتش، منهم ما يزيد عن 5 مليون في الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وفي المليون الأخير تشارك الولايات المتحدة الأمريكية بحوالى 300 ألف حالة بمتوسط لا يقل عن 60 ألف حالة يوميًا، والبرازيل بأكثر من 150 ألف حالة بمتوسط لا يقل عن حوالى 42 ألف حالة يوميًا ثم الدول الأكثر إصابة (روسيا، المكسيك، كولومبيا، الأرجنتين، شيلي، بيرو، الأكوادور) بحوالي 100 ألف حالة موثقة من ضمن المليون الاخير فى هذه الدول.
وملاحظة أخرى مهمة تتعلق بعدد الحالات المُوثقة يوم 1 يوليو، حيث تجاوز عدد الحالات الموثقة 215 ألف حالة على مستوى العالم، وهو رقم غير مسبوق لأول مرة منذ بدء التوثيق، فيما اقتربت الحالات في 2 يوليو من 210 ألف حالة موثقة على مستوى العالم كله، ثم استبشر العالم بانخفاض الحالات عن رقم 200 ألف حالة يوميًا لعدة أيام متتالية، وبعدها بدأت الحالات تقل في التوثيق اليومي، واعتقد الجميع أن هذا اليوم سيكون يوم قياسي، وأنه سيسجل كأعلي يوم في التوثيق، إلى أنه في الأيام القليلة الماضية تتسارع الحالات المسجلة لتصل إلى أرقام 209، 211 ، 227، 230 ألف حالة موثقة في أيام 7 و 8 و 9 و 10 يوليو على التوالي، إلى أن انخفض عدد الحالات قليلًا ليصل إلى 220 ألف حالة يوم 11 يوليو، ومازال هذا الفيروس يرواغ، ويتراجع، ثم يعود يتقدم ويتباطأ، ويتسارع.
وبالنسبة للمليون الثالث عشر والأخير، فإننا نجد الحالات الموثقة مركزة في 10 دول أو أكثر قليلًا على مستوى العالم حيث تقترب الحالات فيهم من 750 ألف حالة بما يعادل ثلاثة أرباع الحالات الموثقة للإصابة على مستوى العالم، بينما تتشارك باقي دول العالم الاخرى – فى هذا المليون فقط – بربع مليون حالة أو أقل.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ونتيجة لطبيعة المرض، وأن معظم الحالات لا تعاني أعراضًا، وبالتالي لا تُوثق، فمن الأرجح أن تكون عدد الحالات الحقيقية في العالم بين 50 إلى 80 مليون حالة إصابة على مستوى العالم، وهو رقم مزعج.
وبالنسبة للوفيات على مستوى العالم، فإنها في ازدياد مستمر حيث وصلت إلى ما يقترب من 570 ألف حالة وفاه، بما يعنى أن نسبة الوفيات 4.6% من الحالات الموثقة، وأكثر هذه الوفيات في دولتين فقط هما الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل أكثر من 200 ألف وفاه، أي أكثر من 35 % من إجمالي حالات الوفاه من فيروس كورونا على مستوى العالم، وجدير بالذكر أن عدد الوفيات يزيد في الأيام الأخيرة عن 5 آلاف حالة وفاه موثقة يوميًا على مستوى العالم.
وبالنظر إلى عدد الحالات الموثقة للمصابين حاليًا نجد أن الحالات النشطة تحت العلاج تقترب من 5 مليون حالة، 99% منهم في حالة مرضية معتدلة، وما يزيد قليلًا عن 58 ألف حالة خطيرة على مستوى العالم، ووصل عدد الحالات المُغلقة – وهي الحالات التي خرجت من المستشفيات وانتهت بالتعافي أو الوفاه – إلى ما يزيد عن 8 مليون حالة بنسبة أكثر من 50 % من الحالات المسجلة متعافي تمامًا، فيما تقترب حالات الوفاه من 7% بما يزيد قليلًا عن 570 ألف حالة، وتشير هذه الأرقام إلى أن نسبة الحالات الخطيرة وحالات الوفاه قليلة بالنسبة لإجمالى الإصابات لكنها مازالت بالطبع تمثل إزعاجًا، وقلق للشعوب لكن حقيقة العدوى السريعة، والانتشار الواسع للمرض، والحالات التى لا يشملها التوثيق هو الأكثر إزعاجًا للأطباء.
وإذا نظرنا إلى آخر توثيق آخر 72 ساعة نجد أن عدد الحالات الموثقة في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد عن 55 ألف حالة يوميًا ووصل إلى 70 ألف حالة يوم 10 يوليو، كما وصل عدد الوفيات في نهاية 7 يوليو إلى ما يقترب من 1000 حالة، ويقل قليلًا عن 1000 وفاه في الأيام الأخيرة.
وبالانتقال إلى البرازيل، نجد أن الحال لا يختلف كثيرًا عنه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصل تسجيل الحالات في آخر 4 أيام بما يقترب من 200 ألف حالة، منهم رئيس جمهورية البرازيل نفسه الأسبوع الماضى، وبما يعنى أن البلدين معًا يمثلون نصف الحالات الموثقة في الفتره الأخيرة.