الأقتصاد

كيف تتعامل شركات التأمين مع الاقتصاد الفضى للمسنين؟

الاقتصاد الفضى هو نظام يشمل إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات التى تهدف إلى استخدام الإمكانات الشرائية للمسنين وكبار السن وتلبية احتياجاتهم الاستهلاكية والمعيشية والصحية، وخلال العقود الثلاثة القادمة، سيكون العصر الفضى (60+) حقيقة واقعة لما يقرب من ربع سكان العالم، ومطلوب تفكير جديد لخلق بيئة داعمة لهذا القطاع المتنامى بسرعة، وبالنسبة لشركات التأمين، يمثل وصول الاقتصاد الفضى – إلى جانب الحلول المبتكرة القائمة على التكنولوجيا للمسنين – فرصة كبيرة، ففى الوقت الحالى، بلغ عدد الأشخاص الذين يبلغون 60 عاما فأكثر ما يقرب من 962 مليون شخص، يمثلون 13 % من سكان العالم، وتشير أبحاث الأمم المتحدة (UN) إلى أن هذا العدد سيتضاعف بحلول عام 2050، وفى هذه المرحلة، سيشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً 25 % من السكان فى كل منطقة من مناطق العالم، باستثناء إفريقيا. كما أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا سيفوق عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات فأقل، لأول مرة فى تاريخ البشرية.

ويمكن أن يكون التأمين خط دفاع فعال ضد مخاطر الشيخوخة، فحالياً يقوم المجتمع بتوفير أكبر خط دفاع، حيث يضع الأساس الرسمى وغير الرسمى للاحتياجات الأساسية مثل الحد الأدنى للدخل أو رعاية الأسرة، كما توفر المدخرات المتراكمة على مدى حياة أطول عمرا خط دفاع آخر مهم، والذى يستخدم تقليديا لتمويل مستوى معيشة أكثر راحة فى السنوات اللاحقة، كما يمكن للتأمين أن يسهل مرحلة تحويل مدخرات صناديق المعاشات إلى دخل ثابت عند التقاعد، ويساعد على الحماية من ضياع مدخرات الفرد، والصدمات الصحية غير المتوقعة، واحتياجات الرعاية، والمشاكل العائلية الأوسع.

كما تسعى شركات التأمين للاستفادة من الابتكارات التكنولوجية لصالح خدمات المسنين، حيث انه من المتوقع أن ينمو سوق الابتكارات التكنولوجية – الذى يُعرف بالنظام المتقدم لتوفير المساعدات للمسنين أو ذوى القدرات المختلفة – بسبب التقدم فى التقنيات والمعدات اللازمة للمنزل الذكى، وعلى الصعيد العالمى، حقق هذا السوق مليارى دولار فى عام 2017، وفقًا لأبحاث السوق المستقبلية، ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية إلى 13 مليار دولار بحلول عام 2027، وقدمت ابتكارات تكنولوجية لمقابلة احتياجات المسنين :و قد ساعدت قدرات إنترنت الأشياء (IoT) على تغيير الطريقة التى نحمى بها المسنين، باستخدام هذه التقنية، فيمكن الآن لمقدمى الرعاية وأفراد الأسرة المعنيين عرض مواقف فى الوقت الفعلى عبر تطبيق جوال عن بعد من أى مكان فى العالم، واستقبال تنبيهات عند حدوث شيء غير عادى.

وتساعد الأجهزة القابلة للارتداء، مثل عصابات اللياقة البدنية، الأشخاص، وخاصة كبار السن، على تتبع تفاصيل صحتهم باستمرار، وتساعد هذه المعلومات الأطباء على علاج المرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية فورية، وقد بدأ المشروع الكندى Myant صانع الملابس الذكية SKIIN المتخصص فى تركيب أدوات استشعار ومشغلات فى المنسوجات، مما يمنحهم القدرة على الإحساس بجسم الإنسان والرد عليه والذى يتضمن أجهزة يمكن ارتداؤها، وتقيس منصة SKIIN معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة والنشاط والترطيب ودهون الجسم. لكن Myant تخطط للذهاب إلى أبعد من تتبع اللياقة البدنية. وتأمل فى دمج المحركات لتحفيز العضلات الكهربائية، وضغطها وتسخينها فى التطبيقات الطبية والألعاب. هذا من شأنه أن يسمح بتوصيل العلاج عن بعد.

Cardiomo هى عصا يمكن ارتداؤها ويمكنها الكشف عن ما يصل إلى 40 مرضاً، بما فى ذلك السكتات الدماغية والنوبات القلبية. حيث يتم إرسال بيانات مستخدمها لاسلكياً إلى هاتف ذكى، مع إجراء تحليل أعمق عبر الانترنت. ويتم تقديم التوصيات للحفاظ على صحة القلب أو إرسال رسائل انذار، وتوفر Assisted Living Technologies حلولًا للوقاية من السقوط أثناء التجول، والاستجابة لحالات الطوارئ، والمراقبة عن بُعد، وإدارة الأدوية والسلامة المنزلية، فقد قامت بتصميم BeClose لمساعدة كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية للحفاظ على الاستقلال من خلال البقاء فى المنزل، بأمان وأمان، فهو يجمع بين زر التنبيه يمكن ارتداؤها مع محطة قاعدة وأجهزة الاستشعار اللاسلكية المنزلية السرية، ويستخدم نظام المراقبة عن بُعد بيانات المستشعر، جنبًا إلى جنب مع الخوارزميات الذكية، لتحديد أنماط النشاط الروتينى لكبار السن وتحديد أى تشوهات أو حالات طوارئ، وللحماية من السقوط يقدم Hip’Air لكبار السن حزامًا خاصاً مزود بوسائد هوائية مخفية، يمكن للنظام اكتشاف أن الشخص يسقط خلال 0.2 ثانية، وفى هذه الحالة تنتفخ الوسائد الهوائية فى 0،08 ثانية.

ويمكن لشركات التأمين الاستحواذ على هذا السوق من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا القابلة للارتداء فى المنزل بالإضافة إلى مقدمى الخدمات الآخرين (على سبيل المثال، مقدمى الرعاية) لتوفير حلول متخصصة لرعاية المسنين بأسعار معقولة، وتقليل مطالباتها عن طريق تقديم حوافز لحاملى وثائق التأمين الخاصة بهم لاستخدام هذه الأنواع من الأجهزة، وعادة ما ترتفع الأقساط التى يدفعها كبار السن سنويا فكلما زادت أعمارهم كلما كانوا أكثر تكلفة للنظام. وتتخذ شركات التأمين هذه القرارات بناءً على الملفات الشخصية المجمعة التى تشمل بيانات مثل الجنس والعمر، وباستخدام البيانات المستمدة من الأجهزة القابلة للارتداء، يمكن لشركات التأمين إنشاء ملفات تعريف أكثر دقة لكل عميل، بالإضافة إلى ذلك، من خلال استخدام الرؤى التى تم جمعها من البيانات من خلال هذه التقنيات، يمكن لشركات التأمين تقديم خدمات أكثر تخصصاً للاستفادة من التحليلات السلوكية لعملائها. وذلك مع الأخذ فى الاعتبار، يجب النظر بعناية فى الاستخدام الأخلاقى للبيانات ومراعاة الخصوصية.

 

 

كيف تتعامل شركات التأمين مع الاقتصاد الفضى للمسنين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *