الأدب
كيف وقعت الأرض المقدسة فى يد الصليبيين لأول مرة؟
تمر اليوم ذكرى سقوط القدس فى يد الحملة الصليبية الأولى، وذلك يوم 15 يوليو من عام 1099، لكن السؤال كيف سقطت القدس؟.. تتفق كتب التاريخ على أن الحملة الصليبية الأولى (1095 – 1099) توجهت إلى القدس، وفى الطريق إليها أسَّس الصليبيون إمارة الرُّهَا بزعامة بلدوين البولونى، الذى انفصل عن الحملة واتجه نحو الشرق بناءً على دعوة من حاكم الرُّها لمساعدته أمام الزحف الإسلامى بقيادة كربوجا حاكم الموصل القادم لنجدة أنطاكية، ثم أشركه حاكم الرها معه فى الحكم، وبعد اغتياله تزوج بلدوين أرملته، وتسلَّم الحكم فى (مارس 1098م)، ثم أسس الصليبيون إمارتهم الثانية فى أنطاكية عام 1098م، بزعامة بوهيمند النورمانى.
وتابع ريموند دى تولوز (أمير إقليم بروفانس وتولوز بفرنسا) قيادة بقية الصليبيين إلى بيت المقدس، وكان عددهم أربعين ألفًا، وفى ربيع 1099م دخلوا مناطق فلسطين فمرّوا بعكا التى قام حاكمها بتموين الصليبيين، ثم قيسارية ثم أرسوف، ثم احتلوا الرملة واللد وبيت لحم، ثم اتجهوا بعدها نحو بيت المقدس، فسار لقتالهم كربوجا صاحب الموصل، وصاحب دمشق دقاق، وصاحب حمص جناح الدولة، غير أن الصليبيين قد انتصروا عليهم، ودخلوا معـرة النعـمان فقتلوا مائة ألف مسلم.
وصل الصليبيون إلى بيت المقدس، ودخلوها فى (15 من يوليو 1099م)، بعد حصار دام واحدًا وأربعين يومًا، ولما لم يصل حاميةَ القدس المدد استطاع الصليبيون اقتحام المدينة، ولم يكن أمام الجنود إلا الاحتماء بالمسجد، بعد أن قاوموهم ما استطاعوا، وقد تبعهم الصليبيون داخل المسجد وذبحوهم بوحشية بالغة، ونهبوا قبة الصخرة، وأَسَالُوا بحرًا من الدماء، وانتخب جودفرى الفرنسى ملكًا على بيت المقدس، وأخذ لقب حامى قبر المسيح.