مصطفى الفقي: إعلان بدء ملء «سد النهضة» والتراجع عنه جس نبض لرد الفعل المصري
قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن إعلان وزير الري الإثيوبي بدء ملء سد النهضة ثم العودة لنفي الخبر والاعتذار هو نوع من محاولة جس النبض، وهذه مسائل معتادة في مثل هذه القضايا كنوع من التضليل، على حد قوله.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر على فضائية «إم بي سي مصر»، مساء الأربعاء: «الإثيوبيون فقدوا الإحساس بالإخوة التاريخية ويبحثون عن مصالحهم فقط، وهم يعلمون أن مصر لديها جبهة غربية مشتعلة، وهو وقت مناسب تماما من وجهة نظرهم لمثل هذه التصرفات».
وأشار «الفقي» إلى أن «مصر لديها بدائل كثيرة وأوراق ضغط، فمصر ليست دولة صغيرة. ولا يمكن الحديث عن المشكلة الإثيوبية دون الحديث عن القضية الليبية فهناك دول دفعت الكثير من الأموال سواء لتركيا أو لإثيوبيا من أجل الضغط على الدولة المصرية».
وأوضح أنه «مهما كان حجم التضليل في الوقت الحالي فسوف تحقق مصر مصالحها، وهناك دول داعمة للموقف الإثيوبي سوف تغير من موقفها»، لافتا إلى أن «الحديث عن وجود محطة أخيرة في ملف التفاوض هي عملية شاقة ومتواصلة ولن تنتهي بسهولة».
وقال إنه «ليس هناك ما يمنع لجوء مصر لمجلس الأمن مرة أخرى بالتزامن مع المفاوضات الجارية تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بصفتها المخول لها البت في القضايا التي تتعلق بالشأن الإفريقي، ولكن مجلس الأمن هو المظلة الدولية المعنية بالأمن والسلم الدوليين، وعلى مصر اللجوء لكافة الدول سواء أصدقاء أو أعداء».
ورأى «الفقي» أن «هناك ترابطًا بين ملفي سد النهضة والأزمة الليبية، وتركيا لا تعيش في عالم منعزل، والموقف الدولي خاصة الاتحاد الأوروبي، وجانب من دول حلف الناتو ترفض ما يقوم به إردوغان في ليبيا».
وأوضح أن «الدول المعنية بشكل أكبر بالقضية الليبية هي دول الاتحاد الأوروبي لقرب النفط الليبي منهم، ولن يقفوا صامتين أمام ما يحدث، ورأينا الاتصال الذي جرى بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والاتفاق على الموقف المصري من الأزمة».
وأشار «الفقي» إلى أنه «في حالة تخطي تركيا للخط الأحمر الذي أعلنته مصر، سوف تقوم مصر بتدخل عسكري مباشر لمنعهم من تخطيه، ولكن تحت علم الدولة الليبية، فمصر دولة لا تحارب على أرض أشقائها بحثا عن مصلحة شخصية».