الأدب
هل سمعت عن قصة “برصيصا”.. ما يقوله التراث الإسلامى؟
تاريخ بنى إسرائيل حافل بالقصص التى كانوا يأخذون منها العبر، وقد انتقلت بعد ذلك إلى التراث الإسلامى، ومنها قصة “برصيصا” فما الذى يقوله التراث فى هذه اللقصة؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير:
قصة برصيصا عكس قضية جريج، فإن جريجا عُصم، وذلك فتن، قال ابن جرير: حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، أنبأنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، في هذه الآية: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [الحشر: 16-17] .
قال ابن مسعود: وكانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أخوة أربعة، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب، قال: فنزل الراهب ففجر بها فحملت، فأتاه الشيطان فقال له: اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل تصدق ويسمع قولك، فقتلها ثم دفنها.
قال: فأتى الشيطان إخوتها في المنام، فقال لهم: إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم، فلما أحبلها قتلها، ثم دفنها في مكان كذا وكذا، فلما أصبحوا قال رجل منهم: والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك؟
قالوا: لا بل قصها علينا.
قال: فقصها.
فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك.
فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك.
قالوا: فوالله ما هذا إلا لشي.
فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه فأنزلوه، ثم انطلقوا به فأتاه الشيطان فقال: إني أنا أوقعتك في هذا، ولن ينجيك منه غيري، فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه.
قال: فسجد له، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه، وأخذ فقتل.
وهكذا روي عن ابن عباس، وطاوس، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك.
وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسياق آخر ؛ فقال ابن جرير: حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق، سمعت عبد الله بن نهيك، سمعت عليا يقول:
إن راهبا تعبد ستين سنة، وإن الشيطان أراده فأعياه، فعمد إلى امرأة فأجنها ولها إخوة، فقال لإخوتها: عليكم بهذا القس فيداويها، قال: فجاؤوا بها إليه فداواها.
وكانت عنده فبينما هو يوما عندها إذ أعجبته، فأتاها فحملت فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها فقال الشيطان للراهب: أنا صاحبك إنك أعييتني، أنا صنعت هذا بك، فاطعني أنجك مما صنعت بك، اسجد لي سجدة فسجد له، قال: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فذلك قوله: “كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ”.