“الخاتم” فى الثقافة العربية.. السلطة والصوفية والجنس
يبحث الناس جميعا عن أحلامهم، يسعون لتحقيقها بالتعب والعمل أو بالعثور على معجزة، والثقافة العربية تؤكد أن هذه المعجزة عبارة عن “خاتم”، هذا الخاتم يمكن أن يمنحك السلطة أو الذهد والتصوف أو حتى الحياة الدنيوية المتمثلة فى الرغبة الحسية.
خاتم الملك
فى العصور الأولى كان الخاتم يحتوى “ختما” عليه اسم الملك وشعاره، وكان يستخدمه فى الرسائل وإصدار الأوامر، لذا كان هناك صراع دائم على هذا “الخاتم” فمن يملكه يحرك الجيوش ويسيطر على العرش.
وكان أشهر خاتم فى هذا الشأن هو “خاتم سليمان” الذى استطاع بواسطته أن يتحكم فى أشياء كثيرة رزقه الله بها، ومنها “الجن” وبعد ذلك دخل خاتم سليمان دائرة التراث الشعبى، وصار الجميع يسمعون عن ذلك الخاتم بل ويبحثون عنه، ربما يجدونه مصادفة فى بطن سمكة، كما شاءت دائما كتب التراث الشعبى أن تقدمه.
وقوة الخاتم وسيطرته تعرفها جميع الشعوب، حتى أننا شاهدنا “مملكة الخواتم” العمل الأدبى الذى تحول لسلسلة أفلام حققت نجاحا كبيرا، وصارت السلسلة الأكثر عائدا فى تاريخ السينما، وهى تقوم على قصة خاتم من يملكة يستطيع أن يتحكم فى كل السلطة الموجودة على الأرض.
خاتم الولاية
عرف النبى محمد عليه الصلاة والسلام بـ خاتم النبيين، يعنى آخر النبيين، عليهم السلام، لكن بعد رحيله ظهر الحديث عن “الولاية” وخاتم الولاية، وهو ما كان يقول به المتصوفة، ويكفى أن نقرأ قول “ابن عربى” فى “الفتوحات المكية” عن ذلك الأمر كى نفهم، يقول “وأما ختم الولاية المحمدية فهى لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً، وهو فى زماننا اليوم موجود، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة ورأيت العلامة التى له قد أخفاها الحق فيه من عباده، وكشفها لى بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة، لا يعلمها كثير من الناس وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق فى سره من العلم به، وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم نبوة الشرائع كذلك ختم الله بالختم المحمدى الولاية التى تحصل من الورث المحمدى”.
وربما يفسر لنا ذلك الأمر، ارتباط أن الكثيرين من الصوفية، نجد فى أيديهم دائما “خواتم” مختلفة يلبسونها.
الخاتم والجنس
نقرأ دائما فى كتب التراث مثل “ألف ليلة وليلة” جملا مثل “لا تفض الخاتم إلا بحقه” ويأتى ذلك فى القصص التى يهم رجل بإجبار امرأة على فعل الفاحشة، ونفهم منها أن المقصود من وراء العبارة هو طلب أن يتم ذلك فى الزواج، وهو ما يؤكده المعجم الذى يذهب إلى أن من معانى “الخاتم” كلمة “البكارة”.