الأدب

مجددون أم مهرطقون.. 5 رجال دين مسيحى أثاروا غضب الكنائس بعقيدتهم

منذ تنظيم الكنيسة المسيحية، ووضع أسس الدين المسيحى، ظهر ما يعرف بالهرطقة والمهرطقين، وهم كل صاحب رأى دينى يتعارض مع التعاليم الكنسية المقبولة، كما عرفوا بأنهم أصحاب نظريات منحرفة عن نظرية أو ممارسة أو رأى سائد.
 
وقد وجدت الهرطقات فى كل العصور، ولكن من توالى ظهور بعضهم بحجة الإصلاح الدينى بدأت الكنائس الشرقية والغربية تأخذ مواقف حاسمة تجاه هؤلاء إما بالإقصاء أو المحاكمة وفى أحيان كثيرة الموت، إلا أنهم ظلوا متواجدين بأفكارهم وآرائهم المختلفة مع أفكار الكنيسة السائدة، وأصبحوا رموزا ثائرة على أصولية الكنائس، ومن هؤلاء المصلحون أو المهرطقون فى نظر الكنيسة:
 

مرقيون

مرقيون
 
كان مرقيون السينوبى 140 – 160م، هو ابن أسقف سينوب فى إقليم، تأثر بالأفكار الغنوصية “أفكار مستمدة من العقائد اليهودية القديمة” بعد أن أصبح غنياً فحرمه والده من الكنيسة.
 
 خرج من سينوب وطاف آسيا الصغرى حتى روما التى منح كنيستها هدية مادية قيمة، ونشر تعاليمه وتجمع حوله الكثير من الأتباع فكانت كنيسته الغنوصية أكثر عدداً من جميع الكنائس الغنوصية السورية، وكان معاصرًا لباسيليدس، وبحسب طرطليانوس فقد بدأ مرقيون مسيرته كمسيحى أرثوذكسى، لكنه سرعان ما صاغ مذهبا مميزا وجذريا أدى إلى إلقاء الحرمان عليه من قبل كنيسة روما فى يوليو 144 م، وهو التاريخ التقليدى لتأسيس الكنيسة المرقيوني.
 

آريوس

آريوس
آريوس
قسيس وزاهد وكاهن فى الإسكندرية بمصر من أصل بربرى، اشتهر آريوس بتبنيه لمجموعة من التعاليم التى تدور حول الطبيعة اللاهوتية فى المسيحية، كان أول ظهور لأفكار آريوس فى “المجمع المسكونى الأول” عام 325م، حيث أدان المجمع تعاليم أريوس وحرم أسقف نيقوميدية مع ثلاثة أساقفة أخرين لتأييدهم لتعاليم أريوس، وتم إرساله أرسل إلى نيقوميديا مكبلا بالقيود، ولم تقبله الكنائس بما فيها كنيسته كنيسة الإسكندرية، ومات فجاءة فى ظل معاناته من الرفض الكنسى.
 
وبحسب موقع الانبا تكلا، بدأ أريوس يعلم هرطقته وهو بعد شماس فى عهد البابا بطرس خاتم الشهداء البابا السابع عشر من عداد بطاركة الإسكندرية. وقد حاول البابا بطرس إرجاع أريوس عن معتقده الخاطئ، ولما لم يقبل حرمه البابا وحرم تعاليمه الخاطئة، وبالتالى مُنع من ممارسة الشماسية والتعليم.
 

نسطور

 
كان نسطور بطريركا للقسطنطينية من سنة 428 م حتى حرمه مجمع أفسس المسكونى المقدس سنة 431 م، وكان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بـ”والدة الإله” (بحسب الإيمان المسيحى)، ويرى أنها ولدت إنسانًا، وهذا الإنسان حل فيه اللاهوت، لذلك يمكن أن تسمى العذراء أم يسوع، وقد نشر هذا التعليم قسيسه أنسطاسيوس، وأيد هو تعليم ذلك القس وكتب خمسة كتب ضد تسمية العذراء والدة الإله، ويعتبر أنه بهذا قد أنكر لاهوت المسيح.
 
ومجمع أفسس عام 431م، تم وضع مقدمة قانون الإيمان، وحرم نسطور وتم نفيه خارج القسطنطينية، وقد تم نفيه فى نهاية حياته إلى أخميم فى مصر، حيث مات منبوذا من المسيحيين الأصوليين، وقد أحرقت جميع مؤلفاته، ومات ودفن فى أخميم سنة 450م.
 

أوطاخي

أوطاخي
 
كان أوطاخى رئيس دير فى القسطنطينية، وكان صديقا للبابا كيرلس، وصفت تعاليمه بالمتطرفة فى الدفاع عن عقيدة الطبيعة الواحدة المتجسدة لكلمة الله التى علم بها القديس أنبا كيرلس الكبير وذلك فى شخص أوطيخا رئيس دير أيوب بالقسطنطينية.
 
وقد أدين أوطيخا أول مرة فى مجمع خلقيدونية سـنة 451م، وفى عهد الإمبراطور “باسيليسكوس” من عقد مجمع عام آخر فى أفسس سنة 475م (يلقبه البعض مجمع أفسس الثالث) حضره 500 أسقف، هذا المجمع حرم تعاليم أوطيخا وتعاليم نسطور ورفض مجمع خلقيدونية، وقد وقع على قرار هذا المجمع 700 أسقف شرقى.
 

مارتن لوثر

مارتن لوثر
 
مارتن لوثر (1483 – 1546) راهب ألماني، وقسيس، وأستاذ للاهوت، ومطلق عصر الإصلاح فى أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران، نشر فى عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا فى الحل من “العقاب الزمنى للخطيئة”؛ أدى به ذلك للنفى والحرم الكنسى وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعية فى الإمبراطورية.
 
وينظر إليه على أنه مؤسس المذهب والكنيسة البروتستانتية، إذ أنه لما تفشى الطاعون فى ويتنبرج ظل لوثر فيها بين الشعب، وهكذا نشأت الكنيسة البروتستانتية نتيجة عيوب رجال الإكليروس الكاثوليك وشطرت الكنيسة الغربية شطرين ولم ينقضى وقت طويل حتى ساءت العلاقات بين الفريقين وشك كل واحد فى نوايا الأخر وبدأت تفرق أوروبا فى حروب دينية اتسعت بها الهوة وانتشر التعصب الدينى.

مجددون أم مهرطقون.. 5 رجال دين مسيحى أثاروا غضب الكنائس بعقيدتهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *