الأدب
3 رجال فى الغار.. قصة من الإسرائيليات عرفت طريقها لـ التراث الإسلامى
نواصل قراءة كيف تعامل التراث الإسلامى مع القصص التى جاءته من الإسرائيليات، وهو تقبلها أنها تدعو إلى الإيمان والأخلاق والقيم، صارت بعد ذلك جزءا من أشهر الخطب التى تقال على المنابر.
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير “قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار فانطبق عليهم”:
فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ففرج عنهم.
قال الإمام البخاري: حدثنا إسماعيل بن خليل، أخبرنا على بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال:
” بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون، إذا أصابهم مطر فآووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم، أنه قد صدق فيه.
فقال واحدا منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لى أجير عمل لى على فرق من أزر، فذهب وتركه، وإنى عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنى اشتريت منه بقرا، وأنه أتانى يطلب أجره، فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنما لى عندك فرق من أرز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساخت عنهم الصخرة.
فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم كان لى أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلى وعيالى يتضاغون من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.
فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لى ابنة عم من أحب الناس إلي، وإنى راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتنى من نفسها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك، ففرج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا ».
رواه مسلم عن سويد بن سعيد، عن على بن مسهر به.
وقد رواه الإمام أحمد منفردا به، عن مروان بن معاوية، عن عمرو بن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن سالم، عن أبيه، عن النبى ﷺ بنحوه.
ورواه الإمام أحمد من حديث وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير، عن النبى ﷺ بنحو من هذا السياق، وفيه زيادات.
ورواه البزار من طريق أبى إسحاق، عن رجل من بجيلة، عن النعمان بن بشير مرفوعا مثله.
ورواه البزار فى مسنده من حديث أبى حنش، عن على بن أبى طالب، عن النبى ﷺ بنحوه.