ما الباراديم الذى كان يدعو له المفكر الأمريكى توماس كون؟
توماس كون مفكر أمريكى له عدد كبير من الكتب الفلسفية، وقد ولد فى مثل هذا اليوم 18 يوليو من عام 1922م، كما أدخل إضافات وأفكار مهمة جديدة فى فلسفة العلم، منها ما قدمه من خلال كتابه الذى حقق له شهرة واسعة “بنية الثورات العلمية” 1962م، والذى ترجم للغة العربية.
وفى الكتاب الذى ذكرناه آنفا، يقدم كون فكرته أن تطور العلم ليس دائما متدرجا أو تراكميا نحو الحقيقة، بل قد يمر بثورات بنيوية دورية يسميها كون تحول الباراديم، أثر هذه الفكرة كان كبيرا لدرجة أنه غير المفردات المستخدمة فى تاريخ العلم، وغير استخدام مصطلح الباراديم من استخدامه اللغوى المحدود إلى معناه الواسع المستخدم حاليا.
فما هى الباراديم الذى يدعو لها كون؟، هى تحول النموذج الفكرى هو الثورة العلمية حسب توماس كوهن، إنه ثورة فى النمط العلمى بشكل أدق، حيث أن مفردة البارادايم تعنى “النمط الفكري”. تحدث الثورة العلمية، حسب كوهن، عندما يواجه العلماء مشاكل لا يمكن حلها حسب النمط السائد عالميا، ولهذا يجب، لحل هذه المشاكل، تجاوز هذا النمط، بالإضافة إلى تكوين نظرية جديدة. البارادايم، بهذا المعنى، هو ليس النظرية السائدة الحالية، بل هو الرؤية للعالم، والتى تحتوى على هذه النظرية، وكل المعانى المتضمنة داخل هذه الرؤية.
نموذج “كون” فى البارادايم يركز على جهود العلماء الأفراد على عكس أصحاب رؤية المنطق الوضعى الذين يلخصون العلم بشكل مطلق داخل إطار فلسفى نظري.
هناك أمثلة صارت تعد كلاسيكية للتدليل على “تحول النموذج الفكرى” والثورة العلمية بالمعنى الذى أراده كون مثل :”التحول من الرؤية البطلمية “نسبة إلى بطليموس” للكون، إلى رؤية كوبرنيكوس، الانتقال من الرؤية الكهرطيسية لماكسويل إلى نسبية آينشتاين، التحول من فيزياء نيوتن إلى نسبية آينشتاين” وغيرها.
من أعمال كون “الثورة الكوبيرنيكية 1957، الشد الأساسى : دراسات فى التقاليد العلمية والتغيير 1977م، نظرية الجسم الأسود وانقطاع الكم 1987م”، وحاز على جوائز وأوسمة كثيرة، ورحل عن عالمنا بسبب مرض السرطان فى 17 يونيو 1996.