الأدب

ما المكتوب على حجر رشيد وترجمة الخطوط الثلاثة بعد 221 عاما على الاكتشاف؟

حجر ينطق تاريخا ومجدا ليس بلسانه ولكن بقيمته ومحتوياته، يحمل على جوانبه تاريخ وأمجاد ماضٍ عريق، هو “صاحب حل اللغز” الذى حول أنظار العالم للحضارة المنسية القديمة، والآثار الموجودة فى البلاد، وكان لاكتشافه أثرا فى فهم الكثير من حضارتنا الفرعونية القديمة، الذى طالما كانت شغفا لعلماء الآثار حول العالم، إنه الحجر الفرعونى الأشهر “حجر رشيد“.

تمر اليوم الذكرى الـ221 على اكتشاف حجر رشيد، فى بناء حصنى يعرف بطابية رشيد أثناء وجود الحملة الفرنسية فى مصر، على يد جندى يدعى بيير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر، وذلك فى 19 يوليو عام 1799م، ونقش عام 196 ق.م، وهذا الحجر مرسوم ملكى صدر فى مدينة منف عام 196 ق.م. وأصدره الكهان كرسالة شكر لبطليموس الخامس لأنه رفع الضرائب عنهم، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية والإغريقية، وكان الحجر لغزا حتى جاء العالم جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات.

وبحسب عالم الآثار المصرية الدكتور سليم حسن فى موسوعته “مصر القديمة”، يحتوى حجر رشيد أو ما يعرف بمرسوم “منف” الذى عثر عليه فى رشيد على ثلاثة نصوص؛ وهي: النص الإغريقي، والنص الديموطيقى — لغة الشعب، والنص الهيروغليفى أو الكتابة المصرية المقدسة، وقد كان المفهوم أن كلا من هذه النصوص الثلاثة يعتبر ترجمة حرفية للآخر، غير أن الواقع غير ذلك إذ نجد بعض الاختلاف فى كل منها عن الآخر، ويرجع السبب فى ذلك إلى أن لكل لغة من هذه اللغات مصطلحاتها وتعابيرها الخاصة بها، ومن أجل ذلك كان لزامًا علينا أن نورد هنا ترجمة كل نص من هذه النصوص الثلاثة بقدر المستطاع:

 
 
حجر رشيد
 

النص المصرى القديم (الهيروغليفي)

 
فى السنة التاسعة، الرابع من شهر قسندقس الذى يقابل شهر سكان مصر الثانى من فصل الشتاء، الثامن عشر منه فى عهد جلالة “حور-رع” الفتى الذى ظهر بمثابة ملك على عرش والده، “ممثل” السيدتين، عظيم القوة، والذى ثبت الأرضين، ومن جمل مصر، ومن قلبه محسن نحو الآلهة “حور” المنتصر على “ست”، ومن يجعل الحياة خضرة للناس، وسيد أعياد “سد” مثل “بتاح تنن”، والملك مثل رع، ملك الوجه القبلى والوجه البحرى (وارث الإلهين المحبين لوالدهما، المختار من “بتاح”، روح (كا) رع القوية، وصورة “آمون” الحية)، ابن رع (بطليموس معطى الحياة أبديًّا، محبوب بتاح)، الإله الظاهر سيد الطيبات ابن “بطليموس” “وأرسنوي” الإلهين المحبين لوالدهما — عندما كان كاهن الإسكندر، والإلهين المخلصين والإلهين الأخوين والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما والإله الظاهر سيد الطيبات المسمى «أيادوس» بن «أيادوس»، وعندما كانت «برات» ابنة «بيلينس» حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» المحسنة، وعندما كانت «أريات» ابنة «دياجنس» حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها، وعندما كانت هرنات ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» التى تحب والدها.
 
مرسوم رشيد
 

النص الديموطيقى

(السنة التاسعة الشهر الرابع قسندقس) وهو بالشهر المصرى الثامن عشر من الشهر الثانى من فصل الشتاء، فى عهد الملك الشاب الذى ظهر ملكًا على عرش والده، سيد تاج الصل، ومن شهرته عظيمة، ومن ثبت مصر عندما حررها، ومن قلبه محسن نحو الآلهة، ومن يقف فى وجه أعدائه، ومن يجعل حياة الناس حرة، والسيد الذى عيده السنوى مثل عيد «بتاح-تنن»، والملك مثل «فرع» (إله الشمس) ملك الوجه القبلى والوجه البحري، ابن الإلهين المحبين لوالدهما، ومن اختاره «بتاح»، ومن منحه «فرع» النصر، وصورة «فرع» الحية، «بطليموس» العائش أبديًّا محبوب «بتاح»، والإله الظاهر صاحب الطيبات الجميلة، ابن «بطليموس» و«أرسنوي» الإلهان المحبان لوالدهما، حينما كان كاهن الإسكندر والإلهين المخلصين و«الإلهين الأخوين» والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما، والملك «بطليموس» الظاهر صاحب الطيبات الجميلة، هو «أيادوس» بن «أيادوس»، وحينما كانت «برا» ابنة «بيلينس» Pilins حاملة هدية النصر أمام «برنيكي» المحسنة، وحينما كانت «أريا» ابنة «دياجنز» حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوى» محبة أخيها، وعندما كانت «هرانا» ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» محبة والدها.
 
133-225955-grand-egyptian-museum-rosetta-stone-british-museum_700x400
 
 

النص الإغريقى

فى حكم الواحد الصغير (الملك) الذى تسلم ملكه من والده سيد التيجان، الفاخر الذى ثبت مصر، والتقى نحو الآلهة، والمتفوق على أعدائه، ومن أصلح الحياة المتحضرة للإنسان، سيد الأعياد الثلاثينية (حب سد) وهو مثل «هفايستوس» Hephaistos العظيم (= الإله «بتاح» الذى وحده الإغريق بإلههم «هفايستوس»)، وهو ملك مثل الشمس (= رع)، الملك العظيم للوجهين القبلى والبحري، نسل الإلهين «فيلوباتور»، ومن وافق عليه «هفايستوس» (يشير هنا إلى الزيارة المقدسة التى زارها الملك لقدس الأقداس بمعبد بتاح عند حفلة التتويج)، ومن منحته الشمس النصر (يقصد هنا الإله «رع»)، والصورة الحية للإله «زيوس» (= الإله آمون عند المصريين)، ابن الشمس «رع»، (بطليموس العائش أبديًّا محبوب بتاح)، فى العام التاسع عندما كان «أيتوس» Aetus ابن «أيتوس» كاهن الإسكندر والإلهين المخلصين «سوترس» والإلهين المتحابين، والإلهين المحسنين والإلهين المحبين لوالدهما، والإله «أبيفانس أيوكرستوس»، وحينما كانت «بيرها» Pyrrha ابنة «فيلينوس» Philinus الكاهنة حاملة هدية النصر ﻟ «برنيكي» المحسنة، وعندما كانت أريا Areia ابنة «ديوجنيز» Diogenes الكاهنة حاملة السلة الذهبية للملكة «أرسنوى» محبة أخيها، وعندما كانت «إرن» Irene ابنة «بطليموس» كاهنة «أرسنوي» محبة أبيها، فى الرابع من شهر «كسانديكوس» Xandikos، وعلى حسب (التأريخ المصرى يكون الثامن عشر من أمشير).

ما المكتوب على حجر رشيد وترجمة الخطوط الثلاثة بعد 221 عاما على الاكتشاف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *