الأدب

مصلحون على مقصلة الاستعمار.. فلاسفة وزعماء دينيون أعدموا بحجة “الثورة”

الأفكار عندما تخرج عن الفكر السائد هى انقلابا وثورة على المجتمع، الحكام والناس لا يقبلون تغير فلسفتهم فى الحياة، الفكر الأصولى يسود دائما، وترى الجميع ويتمسك بأرائه ويرفض أن يهدمها أحد، حيث قام هؤلاء تصحيح فى بلدانهم، وجاءت رؤيتهم عن الفضيلة والوطن والدين مختلفة في مضمونها وإطاره، فأصبحت ثورة، ونظر لها الناس على إنها هرطقة فكرية.

على مدار التاريخ الإنسانى والدينى، تعرض العديد من الفلاسفة والمصلحون الدينيون، للإعدام بتهمة الثورة والهرطقة والخيانة لخروجهم عن أفكار السائدة وقتها، لكن العامة لم يسيروا هذه المرة مع رأى الحكام، وبسب الناس استطاعت أفكار هؤلاء أن تعيش، ورغم اتهام بالثورة إلا أنهم ظلوا مخلدين فى التاريخ كمصلحون وقديسون وفلاسفة وعظام ومن هؤلاء:
 

سقراط

أحدثت أفكار الفيلسفو اليونانى انقلابا في الفلسفة أقرب إلى الثورة منه إلى التطور البطيء، حيث تمت محاكمته وإدانته من قبل حكومة أثينا الديمقراطية بتهمة إفساد الشباب والإلحاد، وذلك بعدما سعت حكومة الطغاة الثلاثين أن يطلبوا من سقراط وأربعة آخرين تنفيذ حكم إعدام ظالم على حاكم سلاميز، كما حوكم لإنكاره الآلهة وإفساد أخلاق الشباب. وكانت طريقة إعدام سقراط، بأن يشرب سما مستخرجا من نبات الشوكران، وترجاه تلامذته أن يؤخر شرب السم، إذ كان عليه أن يشرب السم في نهاية اليوم.
 

المسيح

أدين يسوع المسيح من قبل سلطات الإمبراطورية الرومانية بتهمة الثورة وعقوبتها الإعدام، كما اتهم بالتجديف أيضا حسب الشريعة اليهودية، لكن اليهود قد حكموا عليه بالموت بتهمة التجديف، وبحسب الشريعة اليهودية فإن الإعدام يجب أن يتم رجما بالحجارة، غير أنه ولكون الحكم صادر عن الحاكم الروماني يتعين تنفيذ الطريقة الرومانية في الإعدام وهي الصلب.
 

الحلاج

حوكم الشاعر والمتصوفة الحسين بن منصور الحلاج، بتهمة الثورة أيضا، فكانت لديه رؤى إصلاحية كبيرة لعودة دولة الخلافة كما كانت، ولذك أراد الحكام قتله، فحسب ما يذكر ابن الجوزى في “صيد الخاطر” أن الحلاج حاول على قلب الدولة، والتعرض لإفساد المملكة، واستعطاف القلوب واستمالتها، وارتاد الحلاج قُطْرَ بغداد، فحكم عليه صاحباه بالهلكة والقصور عن درك الأمنية لبعد أهل العراق عن الانخداع”.
 
أُخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدًا شديدًا، ثم صُلب حيًا حتى فاضت روحه إلى بارئها. وفي اليوم التالي قطع رأسه وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة، وقيل أن بعض تلاميذه احتفظوا برأسه.
 

القديسة جان دارك

الثائرة الفرنسية والملقبة بعذراء أورليان، تم إعدامها، على يد محكمة بريطانية، بتهمة العصيان والزندقة، رغم تقديسها فى الجانب الفرنسى، لدورها الكبير ضد الاحتلال البريطانى.
شارل السابع بتزويدها بجيش لإنقاذ المدينة، واستطاعت أن تجبر القوات البريطانية على الانسحاب وفك الحصار وغيرت اتجاه حرب المائة عام ضد الإنجليز، حتى تم أسرها ومحاكمتها، وكان العقاب فى ذلك الوقت من العصور الوسطى فى أوروبا، كان الموت حرقا، فأحرقت وعمره 19 سنة، بعدما علقت على أخشاب فى وضع الصلب فى البداية.
 

يان هوس

لاهوتيا وفيلسوفا تشيكيا ترأس جامعة تشارلز، وأصبح مصلحا كنسيا وملهما للهوسيتية، ويعتره البروتستانتية واحدا من أسلافهم المهمين والأب الروحى للقس مارتن لوثر، اتهم بالثورة على الكنيسة، بعدما عارض الكثير من النواحى فى الكنيسة الكاثوليكية فى بوهيميا، كذلك البابا المزيف جون الثالث والعشرين خلف ألكسندر الخامس بسبب بيعه صكوك الغفران، فنُفذ مرسوم طرد هوس.
ومَثُل فى النهاية أمام المجلس وطُلب منه التراجع عن آرائه، وحين رفض، أعيد إلى السجن. فى 6 يوليو 1415، وأُحرق على الوتد بتهمة الهرطقة ضد الكنيسة الكاثوليكية، وشنت من بعده حملات على بوهيميا بسبب سير أغلب سكانها على مذهبه.

مصلحون على مقصلة الاستعمار.. فلاسفة وزعماء دينيون أعدموا بحجة "الثورة"

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *