الأدب
فاروق ملك مصر.. السياسة والدين معا فى حفل التتويج
تولى الملك فاروق حكم مصر بشكل رسمى فى 29 يوليو من العام 1937، وصار لقبه فاروق الأول، وذلك بعد فتوى من الشيخ المراغى سمحت بحساب عمره بالسنوات الهجرية كى يستحق الجلوس على العرش؟ وكان قبلها خاضعا لمجلس وصاية بعد رحيل والده.
حدث ذلك لأن فاروق كان فى بريطانيا عندما اشتد المرض على الملك فؤاد، الذى توفى فى 28 أبريل سنة 1936 ووصل فاروق إلى مصر فى 6 مايو سنة 1936، ولكونه لم يبلغ بعد السن القانونية تم تشكيل مجلس وصاية استمرت وصايته نحو عام وثلاثة أشهر.
لكن الملكة “نازلى” أم فاروق، خشيت أن يطمع مجلس الوصاية فى الحكم، لذا لجأت إلى الشيخ المراغى، الذى أفتى بجواز حساب عمر فاروق بسنوات الهحرة.
وفى كتاب “سنوات مع الملك فاروق” للدكتور حسين حسنى باشا، السكرتير الخاص للملك فاروق، يتحدث عن الاحتفال بتنصيب الملك فاروق “كانت حفلات تولية الملك عيدا بل مهرجانا متواصلا لم تر البلاد له مثيلا من قبل ولم يسبق أن ذخرت العاصمة بمثل ما احتشد فيها خلالها من جموع الوافدين إليها من أقصى أنحاء البلاد ومن الخارج للمشاركة فى الاحتفاء بالملك الشاب أو لمجرد رؤية موكبه للذهاب إلى البرلمان ولتأدية الصلاة أو لحضور العرض العسكرى أو لاجتلاء الزينات التى أقيمت فى الشوارع والميادين وعلى المبانى العامة والخاصة، كما شهد القصر فيها ما لم يشهده من قبل من ازدحام فاضت به جوانبه وجوانب السرادق الكبير الذى أقيم فى ساحته لاستقبال المهنئين يوم التشريفات التى امتدت ساعتين أطول مما كان مقدرا لها، وظل الملك خلالها واقفا على قدميه لمصافحة كل فرد من المهنئين مما جعله يطلب فترة قصيرة للراحة، وفضلا عن ذلك فإن ممثلى تلك الجموع من مختلف الفئات والهيئات دعوا إلى حفلة الشاى التى أقيمت بحديقة القصر فى آخر أيام الحفلات، وأخذ الملك يتنقل بين الموائد المختلفة لتحية المدعوين قبل أن يأخذ مكانه على المائدة الكبرى وسطهم، وقد كان سعيدا كل السعادة بما تم على يده من فتح جديد فى تقاليد القصر وما كان يحوطه به الشعب من مظاهر وتجاوب معه”.